كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 95 """"""
وقال عمرو بن الأهتم من أبياتٍ :
ورددناهم إلى حرّتيهم . . . حيث لا يأكلون غير الضّباب
وقال الشيخ الرئيس أبو عليّ بن سينا : زبل الضبّ نافع لبياض العين ، وينفع من نزول الماء .
وقد وصفه الحمّانيّ فقال وذكر أرضاً :
ترى ضبّها مطلعاً رأسه . . . كما مدّ ساعده الأقطع
له ظاهرٌ مثل بردٍ موشىًّ . . . وبطنٌ كما حسر الأصلع
هو الضبّ ما مدّ سكّانه . . . وإن ضمّه فهو الضّفدع
الحرباء والحرباء لها أصابع ، وأظنها لنبش التراب . ولونها أسود وأصفر ومختلط الألوان كالفهد . وهذه التسمية تقع على ذكورها وإناثها . والحرباء إذا كان في الشمس كان كثير التلوّن ، فإذا انتقل إلى الظل كان أقل تلوّناً . وإذا قارب الموت أو مات اصفرّ . وهو أبداً يطلب الشمس ، فإذا طلعت وجّه وجهه نحوها . فمتى غاب عنه جرمها فلا يراها أصابه نوع من الجنون . وإذا غابت الشمس ذهب ليطلب معاشه ليله كلّه حتى يصبح . ولسانه طويل جدّاً ، يقال : إنه مقدار ذراعٍ ، فهو يبلغ به ما بعد عنه من الذّباب . والأنثى منه تكنى أمّ حبينٍ . وهو يوصف بالحزم لنه حيث ينظر إلى الشمس يقبض بيده على خوطٍ ، فإذا تقلّب نحو الشمس حيث ما مالت لا يرسل ذلك الخوط من يده حتى يقبض بيده الأخرى خوطاً آخر . وفيه يقول الشاعر :
أنّى أتيح له حرباء تنضبةٍ . . . لا يرسل السّاق إلا ممسكاً ساقا
وكتب بعض الفضلاء إلى بعض أصدقائه يلومه على مقامه بوطنه حين نبا به ؛ فقال من رسالة : أعجزت في الإباء ، عن خلق الحرباء ؛ أدلى لساناً كالرّشاء ، يبلغ به ما يشاء ؛

الصفحة 95