كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 98 """"""
السّكبينج جيّدٌ للاستسقاء ووجع الكلى ، وينفع من يبول من الصبيان في الفراش ؛ حتى إنّ إدمان أكله ربما عسّر البول . ولحمه ينفع من الحمّيات المزمنة ومن نهش الهوامّ . والله أعلم .
وقد وصفه البلغاء والشعراء في رسائلها وأشعارها ، فمن ذلك ما قاله الأمير شمس المعالي من رسالة كتبها إلى بعض أصدقائه وقد أهدي له دلدلاً : قد أتحفتك يا سيّدي بعلقٍ نفيس ، وتحفة رئيس ؛ يتعجّب المتأمّل من أحواله ، ويحار الناعت في أوصافه وأعماله ؛ ويتبلّد المعتبر في آياته ، ويكلّ الناظر في معجزاته ؛ فما يدري ببديهة النظر والفؤاد ، أمن الحيوان هو أم من الجماد ؛ حتى إذا أعطى متدبّره النّظر أوفى حقوقه ، والفحص أكمل شروطه ، علم انه كميّ سلاحه في حضنه ، ورامٍ سهامه في ضمنه ؛ ومقاتلٌ رماحه على ظهره ، ومخاتلٌ سرّه خلاف جهره ، ومحاربٌ حصنه من نفسه ؛ يلقاك بأخشن من حدّ السيف ، ويستتر بألين من وبر الخيف . متى جمّع أطرافه ، وضمّ إليه أصوافه ؛ حسبته رابيةً ناتيه ، أو تلعةً باديه . وهو أمضى من الأجل ، وأرمى من بني ثعل . إن رأته الأراقم رأت حتف نفسها ، أو عاينته الأساود أيقنت بفناء جنسها ؛ صعلوك ليلٍ لا يحجم عن دامسه ، وفارس ظلامٍ لا يخاف من حنادسه ؛ فيه من الضبّ مثل ، ومن الفأر شكل ؛ ومن الورل نسب ، ومن الدّلدل سبب . ومن أوابده أنه يسودّ إذا هرم وشاب ، ويصير كأكبر ما يكون من الكلاب .
وقال أبو محمد اليزيديّ يذكر قنفذاً رآه ، فأطعمه وسقاه :
وطارق ليلٍ جاءنا بعد هجعةٍ . . . من الليل إلاّ ما تحدّث سامر
قريناه صفو الزاد حين رأيته . . . وقد جاء خفّاق الحشى وهو سادر
جميل المحيّا في الرّضا فإذا أبى . . . حمته من الضّيم الرّماح الشّواجر

الصفحة 98