كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 99 """"""
ولست تراه واضعاً لسلاحه . . . مدى الدّهر موتوراً ولا هو واتر
وقال آخر من أبيات يرثيه فيها ويصفه :
عجبت له من شيهمٍ متحصّنٍ . . . بنبلٍ من السّرد المضاعف تبرق وأنّى اهتدى سهم المنية نحوه . . . وفي كلّ عضوٍ منه سهمٌ مفوّق
ولو كان كفّ الدهر تستخشن الرّدى . . . لكان بكفّ الدّهر لا يتعلّق
وقال أبو بكر الخوارزميّ يصفه :
ومدجّج وسلاحه من نفسه . . . شاكي الدّوابر أعزل الأقبال
يمسي ويصبح لم يفارق بيته . . . ولقد سرى عدداً من الأميال
وتراه يكمن بعضه في بعضه . . . فتطيش عنه أسهم الأهوال
عيناه مثل النقطتين وخطمه . . . يحكي ثديّ رضاعة الأطفال
وكأنّ أقلاماً غرزن بظهره . . . مسّ المداد رءوسها ببلال
تتهارب الحيّات حين يرينه . . . هرب اللصوص رأت سواد الوالي
وكأنّه الخنزير إلاّ جلده . . . وصياحه وتقارب الأوصال
الفئران قد سمّاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الفويسقة . والفأر ضروب تقع على جميعها هذه التسمية وهي الجرذ والفأر معروفان ، وهم كالجواميس والبقر ، والزّباب والخلد واليربوع وفأرة البيش وفأرة المسك وفأرة الإبل .
الجرذ والفأر وهم من حيوان البيوت والبرّ . قال المتكلمون في طبائع الحيوان : إنّ الفأر مما جمع له بين حاسّة السمع والبصر . وليس في الحيوان أفسد منه . ومن فساده أنه يجد قارورة الدّهن وهي ضيّقة الفم فيدخل ذنبه فيها ويمتصّه . فإن قصر ذنبه عن بلوغ الدّهن عمد إلى النّوى والأحجار الصّغار فيلقيهما فيها ، فيطفو ما فيها فيمتصّه بذنبه ، ولا يزال يتعاهد ذلك حتى ينفذ جميع ما فيها . وهو إذا سرق البيض يعجز عن كسره بسنّه ، فيدحرج البيضة إلى أن تسقط من مكان مرتفع إلى مستفلٍ

الصفحة 99