كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 102 """"""
ونفخة المسك مع الكافورِ . . . لو أنه يبقى على الدهورِ
فرط آذان الحسانِ الحورِ . . . بلا فريدٍ وبلا شذورِ
وقال أبو الوليد بن زيدون وقد أهداه :
قد بعثناه ينفع الأعضاء . . . حين يجلو بلطفه السخناءَ
جاء يزهى بمستشف رقيقٍٍ . . . خدع العين رقةً وصفاءَ
تنفذ العين منه في ظرفِ نورٍ . . . ملأتة أيدي الشموسِ ضياءَ
اكسبته الأيام برد هواءٍ . . . فهو جسم قد صيغ نارا وماءَ
منظر يبهج القلوبَ وطعمُ . . . يُسكر النفس شهده استمراءَ
فضل السابق المقدم في السنخِ فأزري بطعمه إزراءَ
غير أني بعثتُ هذا غذاء . . . يشتهيه الفتى وذاك دواءَ
مُلطفٌ يبردُ المزاجَ إذا جا . . . ش بحر ويقمع الصفراءَ
ومُعينٌ لواصلِ الصومِ يسري . . . برده في الحشا ويروي الظلماءَ فأقبل النزر شافعا لأياديك التي بعضها يفوت الثناءَ
وقال أبو طالب المأموني يصف الزبيب الطائفي :
وطائفي من الزبيب به . . . ينتقل الشرب حين ينتقلُ
كأنه في الإناء أوعيةٌ . . . من النواجيد ملؤها عسلُ
التين وما قيل فيه : فقال ابن وحشية في توليده : وإن خلطتم من اليبروح الرطب أصلا وفرعا ، ومثل وزنه من العسل والشمع ، وزرعتموه في الأرض كما تزرعون سائر الأشياء ، وصببتم عليه وقت زرعه من الماء ما تعلمون أنه قد وصل إليه ، ثم تركتموه ولم تزيده ، خرج من ذلك التين الأصفر الشديدُ الحلاوة ، وإن خلطتم باليبروح أربع ثوماتٍ وبصلةٍ وسحقتم الجميع ، وزرعتموه خرج عن ذلك