كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 106 """"""
ْ
يحكى الصباح بعضهُ . . . وبعضُه يحكى الغسقْ
كُسفرةٍ مضمومةٍ . . . قد جُمعت بلا حلقْ
وقال أيضاً في تينٍ أصفر :
قم قد أتى ضوء الصباح المُسفر . . . يا صاح نغتنم الحياة وبكرِ
نُلمم بتينٍ لذ طعما واكتسى . . . حُسنا وقارب منظرا من مخبرِ
لطُفت معانيه لطافةَ عاشقٍٍ . . . في لون مشتاقٍ حليف تفكرِ
كالثلج بردا في صفاء التبر في . . . ريح العبير وفوق طعمِ السكرِ
يحكى لنا ما صُف في أطباقه . . . خِيماً تلوح من الحرير الأخضرِ
وقال أخر :
ما التينُ إلا سيدُ الثمارِ . . . بلا امتراءٍ وبلا مُمارِي
كأنه إذا لاح في الأشجارِ . . . أطرافُ أنداءٍ من الجواريِ
أو أكرم صيغت من النضارِ
وأما ما وصف به على سبيل الذم - فمنه قول محمد بن شرف القيرُواني :
لا مرحبا بالتين لما أتى . . . يسحب كالليل عليه وِشاحْ
ممزَّق الجلبابِ يحكىِ لنا . . . هامةَ زِنْجىًّ عليها جِراحْ
وقال أخر :
لا أشتهِى ما عشتُ تينا فما . . . أقبحَه مذ كنتُ في عيني
لأنه بينٌ ومن ذا الذي . . . يحب أن يسمع بالبَيْنِ
التوتُ وما قيل فيه - فقال الشيخ الرئيس أبو على بنُ سينا : التوت صنفان : أحدُهما هو الفِرْصادُ الحلو ، وهو يجرى مجرى التين في الإنضاج إلا أنه " أردأ غذاء " وأفسدُ دما ، وأقلُّ ، وله سائر أحوال التين ولكنه دونه ،

الصفحة 106