كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 108 """"""
وقال ابن الرومي :
ومختضباتٍ من نجيعِ دمائها . . . إذا جُنِيتْ في بكرةٍ الغدواتِ
تكاد بأن تُفْطا إذا ما لمستُها . . . فأرحمها من سائر الثمراتِ
وأما التفاحُ وما قيل فيه - فقال الشيخ : أعدلُ التفاح الشامي ، والتفهُ منه رديءٌ قليلُ المنافع ، وكذلك الفج ، وطبعه ، العفصُ والقابضُ والحامضُ باردٌ غليظ ، والحلوُ مائيُّ أميل إلى الحرارة من غيره ، وإن كان الغالبُ البرد ، فهي مختلفة ، وكذلك أوراقها وأشجارها مختلفة ، وبالجملة فإن الغالب في جوهره رطوبةٌ فضليةٌ باردة . قال : وفيه منعٌ للفضول ، وخصوصاً في ورقه ، وفي التفاح نفخٌ فيما ليس بحلو ، والحامضُ والفج مولدٌ للعفونات والحميات لخامية خلطهما وفجاجهما ، وخلطُ الحامضُ ألطف من القابض ، وشراب التفاح عتيقهُ خيرٌ من طريه ، لتحليل البخارات الرديئة ، وورقه ولحاؤه يدمُلان ، وكذلك عصارةُ القابض منه ، وإدمانُ أكل التفاح يُحدث وجع العصب ، والتفاح يقوي القلب ، خصوصاً العطر الشامي ، والمشوي في العجين نافع لقلة الشهوة ، وينفع من الدود ومن الدُّوِسنْطاريا وأوفقه للدُوِسنْطاريا العَفِص ، وسويقُ التفاح يقوي المعدة ، ويمنع القيء ، والحلو والحامضُ إذا صادف في المعدة خلطاً غليظاً ربما حَدَرَه في البِراز ، وإن كانت خاليةً حبس ، والتفاحُ نافعٌ من السموم ، وكذلك عصارةُ ورِقه . وأما ما وصفه به الشعراء - فمن ذلك قول ابن المعتز :
وتفاحةٍ حمراء خضراء غضةٍ . . . مضمَّخةٍ بالطيب من كل جانبِ
تكامل فيها الحُسنُ حتى كأنها . . . تورد خدٌ فوق خُضرةٍ شاربِ
وقال العسكري :
وتُفاحةٍ صفراءَ حمراءَ غضةٍ . . . كخدٍّ محبٌ فوق خدَّ حبيبِ
أحيا بها طوراً وأشربُ مثلها . . . من الراحِ من كفىَّ أغنَّ ربيبِ

الصفحة 108