كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 112 """"""
وقال آخر :
لا آكل التفاح دهري ولو . . . جنته كفي من جِنان الخلوْد
تا لله لا أتركه عن قِلًى . . . لكنني أتركه للخُدودْ
وأما السفرجل وما قيل فيه - فقال الشيخ الرئيس : السَّفَرْجَلُ إذا غُسِل برمَادِ أغصانه وورقه كان كالتُّوتِياء ، والمشوي منه أخف وأنفع ، وصورةُ شيه أن يقور ويخرج حبه ويجعل فيه العسل ، ويُطين خُرمه ، ويدع الرماد ، قال : وطبع السفرجل باردٌ في آخر الأولى ، يابس في أول الثانية ، وهو قابض مقو ، وزهره قابض ، وكذلك دهنه ، والحلو أقل قبضاً ، وحبه ملينٌ بلا قبض ، وهو يمنع سيلان الفضول إلى الأحشاء ، ويحبس العرق ، ودهنه ينفع من شُقاق البرد ، ومن النملة والقروح الجربة . قال : وكثرة أكله تولد وجع العصب ، ومشويه يوضع على أورام العين الحارة ، وعصارته نافعة من انتصاب النفس والربو ، وتمنع نفث الدم ، وحبه ينفع من خشونة الحلق ، ويلين قصبة الرئة ، ولعابه أيضاً يرطب يبس القصبة ، والسفرجل ينفع من القيء والخُمار ، ويسكن العطش ، ويقوي المعدة القابلة للفضول شرابه ونقيعُه ومطبوخُه ، وشرابه مقو للشهوة الساقطة جداً ، ونيئه يقوي المعدة ، ويمنع القيء ، البلغمي ، والسفرجل مدر ، والمطبوخ بالعسل أشد إدراراً ، وربما أطلق ولم يعقل ، ويولد القولنج والمغس ، وينفع من الدُّوسِنطاريا ، ويحبس نزف الطمث ، وينفع من حرقة البول إذا قطرت عصارته ودهنه في الإحليل ، ودهنه ينفع الكلى والمثانة ، وإذا أكل من السفرجل على الطعام أطلق ، حتى إنه إذا استكثر منه أخرج الطعام قبل الآنهضام ، ويحقن بطبيخه لنتوء المقعدة والرحم ، هذا ما قاله الشيخ في السفرجل .
وأما ما وصف به نظماً ونثراً ، فمن ذلك ما قاله السري الرفاء :
لك في السفرجل منظرٌ تحظى به . . . وتفوزُ منه بشمه ومذاقِه
هو كالحبيب سَعِدتَ منه بحسنهِ . . . متأملاً وبلثمِه وعِناقه