كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 114 """"""
وقال آخر :
متُحِفي بالسفرجلِ . . . لا أُحب السفرجلاَ
اسُمه لو عقلته . . . سفرٌجلَّ واعتَلَى
وقال آخر :
أتحْفَتا بهديةٍ . . . نقضتْ وصالَك أولا
أرأيت من يُهدي إلى . . . من يصطفيه سفرجلا
أو ما علمتَ بأنه . . . سفرٌ وآخرِه جَلا
ومن رسالة لأبي عبد الله محمدٍ بن أبي الخِصال الأندلسي ، جاء في السفرجل : وقد بعثتُ منه ما يقوم مقام الشاهد ، وينوب عن ثدي الناهد ، فدونكها مخلفة البدر ، محلقة الصدر ، قد لبست الحسن باطناً وظاهراً ، واستوفت الطيب أولاً وآخِرا ، كأنها من طباعك طُبعت ، أومن فضائلك ألفتْ وجُمعتْ ، كلا إنها يذكرك غُذَيت ، وعلى غاياتك حُذيَتْ .
ومنها : من كل ساهرة الشذا ، نائمةٍ عن الأذى ، دوحُها لدن ، وفَوْحُها عدن ، من وسائط السلوك ، وندامي الملوك ، لو ألفاها جَذيمةُ لاستغني عن مالٍك وعقيل ، أو ظَفِر بها بِلالٌ لسلاعن شامةَ وطِفيل ، ولم يعبأ بإذخرٍ وجليل ، أما إنها لوحت ندِيا ، وتمثلت بشرا سويا ، لنطقت بالصواب ، وأتت بالحكمة وفصل الخطاب ، ونثرت في طب دقائق ، ووضعت في الزهد رقائق ، ولم لا وهي تهدي الإيمان ، وتدل على الجِنان ، وتحكي طوبى طيبا ، وحسبُك بها أولى ما سمت بها النفس ، وواحدةً ميز بها الجنس ، وهاكها قد تعرضت لقبولك ، وانفردت كما انفردتُ بتأميلك . والله أعلم .

الصفحة 114