كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 115 """"""
الكمثرى وما قيل فيها : فقال الشيخ الرئيس : وفي بلادنا نوع يقال له : شاه أمْرُود كثير اللحم ، شديد الاستدارة ، رقيق القشرة ، حسنُ اللون ، كأنه ماء سكر معقود ، طيب الرائحة جدا ، إذا سقط من شجرته إلى الأرض اضمحل ، وهذا لا مضرة فيه من أصناف الكمثرى . وقال في طبعه : الكمثرى معروف بالصيني بارد في الأولى ، يابس في الثانية ، والشاه أَمْرُود معتدل رطب ، وقال في أفعاله وخواصه : جميع أصنافه قابض يدخل في ضمادات حبس المواد ، وقد يجلو يسيرا ، وأما المعروف بشاه أَمْرُود في بلاد خُراسان دون غيرها فهو ملينٌ للطبيعة ، حسن الكَيْمُوس جدا . قال : وهو يَدْمُل الجراحات ، خصوصا البري المجفف ، وهو يدبغ المعدة ، والصيني خاصة يقوي المعدة ، ويقطع العطش ، ويسكن الصفراء . قال : وهو يعقل البطن ، خصوصا المجفف منه ، قال : وفي الكمثرى خاصيةُ إحداث القولنج ، فيجب أن يُشرب بعده ماء العسل بالأفَاوِيه .
وأما ما وصفه به الشعراء - فمن ذلك قول ظافر الحداد الإسكندري :
لله وافدُ كُمَّثْرَى ذكرتٌ به . . . ما كنتُ أعهد في أيامي الأُولِ
لم أُدنِه من فمي إلا وأحسبهُ . . . من النهود لذيذ العض والقُبَل
قذفتُ من طعمِه ما كاد يبلغُ بي . . . ما ذقتُ من رشف محبوب على عجل
أكرمِ بَزْورته لو أنها اتصلتْ . . . أو أنه كان فيها غيرَ منفصل
لو كنت املك حُكم الأرض ما حملتْ . . . نبتا سواه على سهل ولا جبلِ
وقال أبو الفتح كُشاجِم :
أحضرنا الناطُور من بستانهِ . . . في طبقٍ ينطق عن إحسانهِ
لونا من الرائع في أوانهِ . . . أهدي له الجوهرُ من ألوانهِ ما احمر أو ما اصفر من مرجانهِ . . . مثل تُرُوك الجيش في ميدانهِ