كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 116 """"""
مُذهبةً في الهمام من فُرسانهِ . . . شيب بريق الشُهْد في أغصانهِ
أنورُ في الناظر من إنسانهِ
وقال آخر - وقد أهداه - :
بعثت بها ولا آلوك حمدا . . . تحية ذي اصطناع واعتلاقِ
خدود أحبةٍ راءين صبا . . . وعُدن على ارتماضٍ واحتراقِ
فحمر بعضها خجلُ التلاقي . . . وصفر بعضها وجلُ الفراقِ
اللقاح وما قيل فيه : فاللقاح هو ثمر نبات يسمى اليبرُوح الصنمي ، وليس هو اللقاح المعدود في صنف البطيخ الذي يقال له الدَّسْتْنُبو ، ويقال : إنها شجرة سليمان بن داود - عليهما السلام - التي كان منها تحت قص خاتمه ، ومنبت قُضُبها وورقها الظاهر وسط رأس الصنم ، وتكون منابتها في الجبال والكروم ، وقال التميمي : اليباريحُ سبعة ، وسيدها الصنمي . وقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا في كتاب الأدوية المفردة من القانون في اليبروح : هو أصلُ اللقاح البري ، وهو أصل كل لقاح ، " كبير " شبيهٌ بصورة الناس ، فلهذا سمي باليبروح ، فإن اليبروح اسم الصنم الطبيعي . قال : وطبعه بارد في الثانية يابس إليها ، وفيه قليل حرارة على ما ظن بعضهم . قال : وأما الأصل فقوي مجفف ، وقشر الأصل ضعيف ، والورق يستعمل مجففاً ورطباً فينفع الفالج . وقال في خواصه : هو مخدر ، وله دمعة وعصارته أقوى من دمعته ، ومن أراد أن يقطع له عضو سقى ثلاثة أو بُولُوسات في شرابٍ فيسبُت . وقيل : إن الأصل منه إذا طبخ به العاج ست ساعات لينه وأسلس قياده . قال : و إذا دلك بورقه البرش أسبوعاً ذهب من غير تقريح ، وخصوصاً إن وجد رطباً ، ولبن اللفاح يقلع النمش والكلف بلا لذع ، قال : ويستعمل على الأورام الصلبة والخنازير فينفع ، وإذا دق الأصل ناعماً وجعل بالخل على الحمرة أبرأها ، وأصله بالسويق ضماد لأوجاع المفاصل ، والإكثار من شم اللفاح يورث السكتة ، وخصوصاً الأبيض الورق ، وقد يتخذ منه شراب يزيل

الصفحة 116