كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 117 """"""
السهر ، وهو أن يجعل من قشور أصله ثلاثة أمناءٍ في مطر يطوس شرابٍ حلو ، ويسقي منه ثلاثة قواثوسات ، وقد تطبخ القشور أيضاً في الشراب طبخاً يأخذ الشراب قواها ، ويستعمل للإسبات منه شيء كثير ، وللإنامة أقل ، وقوم من الأطباء يجلسون صاحبه في الماء الشديد البرد حتى يفيق . قال : ودمعته من أدوية العين ، تسكن الوجع المفرط ، ويضمد بورقه أيضاً ، وإذا احتمل نصف أو بُولُوس من دمعته أخرج الجنين ، وبزره ينقي الرحم إذا شرب ، وإذا احتملته المرأة قطع نزف الرحم ، ولبن اللفاح يسهل البلغم والمرة ، وإذا تناول الصبي الطفل اللفاح بالغلط حصل له قيءٌ وإسهال .
وأما ما وصفه به الشعراء ، فمن ذلك قول بعض الشعراء :
أتانا المصيفُ بلُفاحِه . . . فطاب ولو فاته لم يطبْ
نجومٌ بلا فلكٍ دائرٍ . . . ولكن أوراقه كالقُطُبْ
روائُحه من شذا مِسْكةٍ . . . وأجسامهُ أُكرٌ من ذهبْ
وقال أبو الهلال العسكريّ :
أنظر إلى اللفاح تنظرْ مُعجبا . . . يجلو عليك مفضضا في مُذْهَبِ
تعلو مفارقه قلانسُ أُجفيتْ . . . من تحتهن دراهمٌ لم تضربِ
وقال آخر :
للعين والعرنين في يبروحةٍ . . . لون المحب وعقبةُ المعشوقِ
صفراء طيبة النسيم كأنها . . . بلورةٌ محشوةٌ بخلُوقِ
الأُتْرُج وما قيل فيه : فقال أبو بكر بن وحشية في كتاب " أسرار القمر " : وإن خلطتم بأصل اليبروح وفروعه أصل الجزر وورقه أجزاءً سواء وطمرتموه في الأرض ، خرج عن ذلك شجر الأترج ، وإن أضفتم إليهما البطيخَ الفجً خرجتْ عنه الشجرة الحاملة للأترج الكبير الطيب الرائحة ، وإن أردتم أترجا