كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 118 """"""
إلى البياض شديد الريح فاخلطوا باليبروح والجزر أصلا وورقا عرق شجرة التين الأصفر . وقال الشيخ الرئيس في طبع الأترج : قشره حار في الأولى ، يابس في آخر الثانية ، ولحمه حارٌ في الأولى ، رطبٌ فيها ، وقال قوم : بل هو بارد رطب في الأولى ، وبرده أكثر ، وهو الأصح ، وحُماضُه بارد يابس في الثالثة ، وبزره حار في الأولى ، مجفف في الثالثة . وأما أفعاله وخواصه - فإن لحمه ينفخ ، وورقه يسكن النفخ ، وفُقاحه ألطف ، وحُماضه قابض كاسر للصفراء ، وبزره وقشره محلل ، وإذا جعل قشره في الثياب منع السوس ، ورائحتهُ تُصلح فساد الهواء والوباء ، وحُماضُه يجلو اللون ويذهب الكلف ، وحُراقة قشره طلاءً جيدةٌ للبرص ، وطبيخه يطيب النكهة ، وهو مسمن ، وقشره يطيب النكهة أيضا إمساكا في الفم ، وحُماضُه نافع من القُوباء طلاء ، ودُهنه نافع من استرخاء العصب والفالج . وحُماضه رديء للعصب ، وإذا اكتحل بحماضه أزال يرقان العين ، وحُماضه يسكن الخفقان الحار ، والمُربي جيدٌ للحلق والرئة ، لكن حُماضه رديء للصدر ، ولب الأترج إذا طبخ بالخل وسقي منه نصفُ أُسْكُرُّجَةٍ قتل العلقة المبلوعة وأخرجها ، ولحمه رديءٌ للمعدة ، ينفخ ، بطيءُ الهضم ، لكن ورقه مقو للمعدة والأحشاء ، وقشره إذا جعل في الأطعمة كالأبازِير أعان على الهضم ، ونفس قشره لا ينهضم لصلابته ، وطبيخه يسكن القيء ، ورُبُّه - وهو رُبُّ الحُماض - نافع للمعدة ، قال : ويجب أن يؤكل الأترج مفردا لا يخلط بطعام لا قبله ولا بعده ، ولحمه يورث القُولنج ، وحُماضه يحبس البطن ، ويمنع من الإسهال الصفراوي ، وبزره ينفع من البواسير ، وفي بزره قوة مسهلة ، وعصارة حُماضه تسكن غُلمة النساء ، ووزن درهمين من بزره بالشراب والطلاء والماء الحارّ مقاومٌ للسموم كلها ، وخصوصا سم العقرب شربا وطلاء ، وقشره قريب من ذلك ، وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعي شُربا ، وقشره ضمادا .