كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 119 """"""
وأما ما وصفه به الشعراء - فمن ذلك قول ابن الرومي :
كلٌّ الخِلال التي فيكم محاسنكمُ . . . تشابهت منكم الأخلاق والخلقُ
كأنكم شجرُ الأُتُرج طاب معا . . . حملا ونورا وطاب الأصل والورقُ
وقال حجظة :
أترجةٌ كالمسكِ في طيبهِ . . . والتبر في بهجة إشراقهِ
كأنها في كف أستاذنا . . . مخلوقةٌ من طيب أخلاقهِ
وقال علي بن سعيد الأندلسيّ :
مصفرةِ اللون لا من هوى . . . تُكابد منه علاقاتِ همْ
ولكن كساها سمومُ الهجير . . . جلابيب تبرٍ بتضريج دمْ
وأكسبها طيب نشر العبير . . . وريح الحبيب إذا ما يُشمْ
عروسٌ تُزف إلى شاهها . . . على كف أغيد مثل الصنمْ
وقال ابن رشيق في المعز بن باديس :
أترجةٌ سبطةُ الأطراف ناعمةٌ . . . تلقي النفوس بحظ غيرِ منحوسِ
كأنها بسطت كفا لخالِقها . . . تدعو بطول بقاء لأبن باديسِ
وقال آخر :
كأنما الأترج في لونه . . . وشكله المستطرف المنظرِ
أبارقٌ تسقط عنها العُرا . . . مسبوكةٌ من ذهبٍ أحمرِ
وقال آخر :
يا حبذا أترجةٌ . . . تُحدث في النفس الطربْ
كأنها كافورةٌ . . . لها غِشاءٌ من ذهبْ