كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 122 """"""
القسم الثالث من الفن الرابع في الفواكه المشمومة
وفيه بابان
الباب الأول من هذا القسم من هذا الفن فيما يُشم رَطْبا ويُستَقطر
:
ويشتمل هذا الباب على أربعة أنواع ، وهي الورد والنِّسْرين والخِلاف والنَّيْلَوفْرَ .
ما يُشم رَطْبا ويُستَقطر
الورد فالورد ألوان ، وأشهرها الأحمر والأبيض ، وقال صاحب كتاب " نشوار المُحاضرة " : إنه رأى ورداً أصفر ، ووردا أسود حالكَ السواد ، له رائحة ذكية ، ورأى بالبصرة وردةً نصفها أحمر قانيء ، ونصفها أبيض ناصع ، وكأنها مقسومة بقلم ، وفيه ماله وجهان : أحمر وأبيض ، ويقال : إنه ربما وُجد وردٌ أحد وجهي الورقة منه أحمر قانيْ ، والآخر أصفر ، ومن ألوان الورد الأزرق ، وهذا اللون يقال إنه يُتحيل فيه ، بأن تُسقى شجرةُ الورد الأبيض الماء المخلوط بالنيل ، فيصير الورد أزرق ، وقد يُتحيل على الأسود بمثل ذلك ، والله تعالى أعلم . ومما يدل على وجود هذه الألوان وأنها غير منكورة أن الشعراء وصفوها في أشعارهم فذكروا الأصفر والأزرق والأسود على ما نورده إن شاء الله تعالى بعد ذكر منافع الورد وخواصه .
قال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : والورد المركب من جوهرٍ مائي وأرضي وفيه حرارة وقبض ، ومرارة مع القبض ، وقليلُ حلاوة ، وفي مائيته انكسار حرافة بسبب