كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 123 """"""
الشيء الذي لأجله حلا ومر ، وفيه لطافة تنفذ قبضه ، فكثيرا ما يُحدث الزكام . قال : والقوة المرة تثبت فيه ما دام طريا ، فإذا يبس قلت مرارتُه ، ورطبُه يُسهل إذا شُرب منه وزنُ عشرة دراهم ، والمسمى منه بالورد المنتن حار ، وأصله كالعاقِر قَرْحا مُحرِق ، وقال في طبعه : ذكر جالِينُوس أن الورد ليس بشديد البرد بالقياس إلينا ، ويقول : يجب أن يكون باردا في الأولى ، قال الشيخ ، أقول : ويُبْسُه في أول الثانية ، لا سيما في الجاف ، وقال في أفعاله وخواصه : تجفيفه أقوى من قبضه ، لأن مرارته أقوى من قبض طعمه ، وهو مفتحٌ جلاء ، ويسكن حركة الصفراء ، وبزره أقوى ما فيه قبضا ، وكذلك الزغب الذي في وسطه ، وفي جميعه تقوية للأعضاء الباطنة ، ولا يجاوز قبضه منع التحليل ، واليابس أقبض وأبرد . قال : وإذا استعمل الورد في الحمام أصلح نتن العرق ، ويتخذ منه غسول على هذه الصفة ، وهي أن يؤخذ من الورد الذي لم تصبه نداوة - ويترك حتى يضمر - أربعون مثقالا ، ومن سنبل الطيب خمسةُ مثاقيل ، ومن المُر ستةُ مثاقيل ، تُعمل أقراصا صغارا . قال : وربما زادوا فيها من القُسْط والسَّوسَن درهمين درهمين ، فربما جعلها النساء في المخانق علاجا من ذَفَرِ العَرَق . قال قوم : إنه يقطع الثآليل كلها إذا استعمل مسحوقا ، وهو ينفع من القروح ، ولا سيما السَّحْج بين الأفخاذ وفي المَغابِن ، وينبت اللحم في القروح العميقة وادعى قوم أنه يخرج السُّلاءَ والشوك مسحوقا ، وهو مسكن للصداع رطبه وطبيخُ مائه ، ودهنه معطس بل شمهٌّ نفسه ، وقال قوم : تعطيسُه لحبسه البخار ، ولعل ذلك لتضاد قوتيه : الجالية والمانعة في الأدمغة الرقيقة الفضول ، وشمه نفسه معطسٌ لمن هو حار الدماغ ، وبزره يشد اللثة ، وهو يسكن وجع العين من الحرارة ، وكذلك طبيخ يابسه صالحٌ لِغلظَ الجفون إذا اكتحل به ، وكذلك دهنه وعصارتهُ ، قال : وإنما ينفع من الرمد إذا قطعت منه زوائده