كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 124 """"""
البيض . قال : وإذا تُجُرِّع ماء الورد نفع من الغشي ، قال : والورد جيد للكبد والمعدة ، ومُرباه بالعسل يقوي المعدة ، وهو الَجَلنجَبِين ، ويعين على الهضم ، ودهن الورد يطفئ التهاب المعدة ، وكذلك طلاء المعدة بالورد نفسه ، وشرابه نافع لمن في معدته استرخاء ، قال : وهو يسكن وجع المقعدة طليا عليها بريشة ، ووجع الرحم من الحرارة ، وكذلك طبيخ يابسه ، وهو نافع لأوجاع المعي ، ويحتقن بطبيخه لقروح المعي ، وشرابهُ يُشرب لذلك ، قال : والنوم على المفروش منه يقطع الشهوة ، هذا ما قاله الشيخ في الورد ، والذي جربتُه أنا منه أن زهر الورد الأصفر يجفف ويسحق بالملح فيكون دواءً جيدا للجراح يلحمها بسرعة .
وأما ما جاء في وصف الورد نظما ونثرا - فقال أبو العلاء صاعد الأندلسي :
ودونك يا سيدي وردةً . . . يذكرك المسكُ أنفاسهَا
كعذراء أبصرها مبصرٌ . . . فغطت بأكمامِها رأسها
وقال أبو عبادة البحتريّ :
أتاك الربيعُ الطلقْ يختال ضاحكا . . . من الحُسن حتى كاد أن يتكلمّا
وقد نبه النوروز في غسق الدُجى . . . أوائل ورد كن بالأمس نُومَّا
يفتحه برد الندى فكأنما . . . يبث حديثا بينهن مكتَّما
وقال محمد بن عبد الله بن طاهر - ويروي لعلي بن الجهم - :
أما ترى شجراتِ الورد مظهرةً . . . لنا بدائع قد رُكبن في قُضُبِ
كأنهن يواقيتُ يُطيف بها . . . زبرجدُ وسطه شذرٌ من الذهبِ