كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 129 """"""
شبهوه بدمعة العاشق الآ . . . ليف نالته جفوةٌ من أليف
فهو يحكيه رقةٌ ومثالُ ال . . . قرص لونا في خد ظبيٍ تَرِيف
ورقٌ أزرقٌ كزرق يوافي . . . ت تطلعن من لجينٍ مَشُوِف
ومما قيل في الورد الأسود قول مؤيد الدين الطغرائي :
لله أسودُ وردٍ ظل يلحظنا . . . من الرياض بأحداق اليعافيرِ
كأنها وجناتُ الزنج نقطها . . . كف الإمام بأنصاف الدنانيرِ
وقال آخر فيه :
ووردٍ أسودٍ خلناه لما . . . تنشق نشره ملكُ الزمانِ
مداهن عنبرٍ غضٌ وفيها . . . بقايا من سحيق الزعفرانِ
وأما ما جاء فيه نثراً - فقال أبو حفص عمرُ بنُ بُرْد الأصغر رسالة قدم فيها الورد على سائر الرياحين ، وهي رقعةٌ خاطب بها ابن جهور : أما بعد يا سيدي ومن أنا أفديه ، فإنه ذكر بعضُ أهل الأدب المتقدمين فيه ، وذوي الظرف المعتنين بملح معانيه ، أن صنوفا من الرياحين ، وأجناسا من نوار البساتين ، جمعها في بعض الأزمنة خاطرٌ خطر بنفوسها ، وهاجسٌ هجس في ضمائرها ، لم يكن لها بدٌ من التفاوض فيه والتحاور ، والحاكم من أجله والتناصف ، وأجمعت على أن ما ثبت في ذلك من العهد ، ونفذ من الحلف ، ماضٍ على من غاب شخصه ، ولم يئن منها وقته ، فقام قائمها فقال : يا معشر الشجر ، وعامة الزهر ، إن اللطيف الخبير الذي خلق المخلوقات ، وذرأ البريات ، باين بين أشكالها وصفاتها ، وباعد بين منحها وأعطياتها ، فجعل عبدا وملكا ، وخلق قبيحا وحسنا ، فضل على بعضٍ بعضا حتى اعتدل بعدله الكل ، ولسق على لطف قدرته الجميع ، إن لكل واحد منها جمالا