كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 133 """"""
كافوري وعسجدي ، إلى ينسب حُسنُ العيون ، وعندي يوجد ضعفُ الجفون :
تنافسُ في نفوسُ الكرامِ . . . إذا ما أدبرت كُئوسُ المُدامِ
فأسبي الجليسَ إذا ما حضرتُ . . . بلَحظ الفتاةِ وقَد الغلامِ
فأيقظ لمباهلته الأقحُوان ، و قال : الآن آن ظهوري وحان ، ما هذه العجرفةُ والتباهي لقد نطقت بعجائب النواهي ، و تالله ماصدقت سن بكرِك ، ولا امتاز عُرفُك من نُكرِك ، فبم تتيه على أقرانك ، وتتكبر على سُجَرائك وأخدانِك ؟ أنسيت تنكيس رأسك بين الندماء ، وإمساكَ رَمَقِك ببلةٍ من الماء ، وأنك لا تبيت إلا مُوثقا محبوسا ، ولا تُشم إلا صاغرا منكوسا ، ولا تُستخدم إلا قائما ، ويا سوء يومك إذا أصبحت نائما ؟ ألا عطفت على جيد الالتفات ، وأشرت إلى بأحسن الصفات ، فقلت : لله درك من زهرٍ كملت محاسنه ، وصفا من غديره آسنه ، وتبسم عن مؤشر الثغور ، وجمع فرعه بين لوني التبر والكافور ، فتوج بالتيجان المشرقة المرصعة بخلاصة النضار والرقة ، ألم تعلم أني فوز المغاني ، ونزهة الراني ، ومباسم الغواني ؟ لا يحكم لشاعر بالإحسان ، أو ينسب إلى حسن ثغور الحسان .
أنا زهر الربا ونور الرياضِ . . . وعيون ترنو بغير اغتماضِ
لن تراني إلا بشاطِي غديرٍ . . . باسما أو مضاحكا لحياضِ فشُق الشقيق عن زفير ووجيب ، ولدغه بُحمة لسانٍ مجيب ، وقال : لقد تجاوزت بنفسك مدى الحد ، وضربت في افتخارك بكهامٍ قليل الحد ، أليس ندى الطل يزينُك ، وإغبابُه يشينُك ؟ ومتى نضب غديرُك ، بدا تغييركُ ، ما أراك بغير

الصفحة 133