كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 140 """"""
الملك - أدام الله انهمار السحب على خمائله الذهبيه ، وأطلع في الفلك الاعتلاء أنواره الشمسية - الصفح عمن كثر ندمه ، وزلت قدمه ، ومن نشر أعلام الاستغفار ، خليق أن يُقبل منه ما يبديه من الاعتذار ، وما أنا أول من هفا ولا أنت أول من عفا ، ليت شعري ، أين حياؤه من وقاحتي ، وأين رشاقته من كثافتي ، الخفارة لائحةٌ عليه ، وأمور الرياحين تساق إليه ، فعندها قال الورد : من شأننا الصفحُ عما أتيته ، فقد جنيت ثمار الندم ، بما جانيته ، فكن قرير العين ، ولا تعد لمثلها فالمؤمن لا يُلدغ من حُجر مرتين ، وأحذر أن تطاول من هو أعلى منك محله وأبهج في ارتداء السيادة حُله ، والآن فقد تولد من بياضك وحُمرتي اجتماع ، والتأم شعث أمرنا بعد أن طار شعاع ، وأما علمت أن الامتحان ، يظهر رتبة الإسنان ، ومن سعادة جدك ، وقوفك عند حدك ، فكن لما قلته بالمرصاد ، وإن عدت لمثلها فتقرب أول النحل وآخر صاد ، ونسأل الله تعالى أن يهدينا إلى الرشد ، وأن يذهب عنا ضغائن الحسد ، بمنه وكرمه ، أنه على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير .
النَّسْرينِ وما قيل فيه : فقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : طبع النسرين حار يابس في الثالثة ، وهو منق ملطف ، وزهره أخص بذلك ، وينفع من برد العصب ، ويقتل الديدان في الأذن ، وينفع من طنين والدوي ، ينفع من وجع الأسنان ، والبري تلطخ به الجبهة فيسكن الصداع ، وهو يفتح سدد المنخرين ، وإذا شرب مع أربع درخميات سكن القيء ، ويسكن الفؤاق وخصوصا البري منه ، والله أعلم . وأما ما جاء في وصفه - فقال شاعر منشدا :
أكرم بنسرينٍ تُذيع الصبا . . . من نشره مسكا وكافورا
ما إن رأينا قط من قبلهِ . . . زبرجدا يثُمر بلورا
وقال آخر :
انظر لنسرينٍ يلو . . . ح على قضيب أملدِ