كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 143 """"""
َ
وكتب الصاحب بن عباد - وقد أهدى باكورة خِلاف - قد نورتْ لتنوير الخلاف فضائلُ لا تحصى ، ومحاسن يطول أن تُستقصي ، منها أنه أول ثغر يتبسم عند الربيع ويضحك ، ودر يُعقد على القضبان ويُسلك ، ولتمايله ادكار لقدود الأحباب ، وتهييج لسواكن الاضطراب ، وحُمل إلى قضيب منه ذاته متعادلة ، ولذاته متقابلة ، فأنفذتهُ مع رقعتي هذه إليك ، وسألت الله أن يعيده ألف حول عليك . قال ، وقلت :
وقضيبٍ من الخلاف بديعٍ . . . مستخصً بأحسن الترصيع قد نعي شرةَ الشتاء إلينا . . . وسعي في جلاء وجه الربيع
وحكي من أحبُّ عرفا وظرفا . . . واهتزازا يثير نار الضلوع
الَّنيْلَوْفَر فقال ابن التلميذ : النَّيْلَوْفَر اسم فارسي معناه النيلي الأجنحة ، والنيلي الأرياش . وربما سمي بالفارسية اسماه معناه كرنب الماء ، وسماه جالينوس : كرنب الماء ، وحبه يسمى حب العروس ، وفيه حلاوة . وقال أبو بكر الوحشية في توليده : إن أخذتم ظلفي الغزال من يديه ، وقرنيه جميعا ، وطمرتم ذلك في التراب الندي ، خرج من ذلك النباتُ الذي يسمي شاكريا ، وهو النَّيْلَوْفَر ، وقال أيضا : وإن أخذتم عيني الغزال وقرنيه وظلفا واحدا ظِلفيه من يديه ، وطمرتم ذلك في التراب ، خرج منه شاكريا الأزرق ، فإن طمرتم ظلفيه من رجليه وقرنه الأيسر مع كف من بعره ، خرج منه الشاكريا الأحمر ، فإن نقصتم من هذا أحد ظلفي رجليه ، خرج الشاكريا بالأصفر . وقال : والهندُ تسميه نينوفر ، والنبط تسميه نِيلوفريا ، والعرب تسميه نِيلوفه ، والفُرس تسميه نِيلُوفَر . وقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : والنِّيْلَوْفَر الهنديُّ في حُكم اليبروح ، وأقواه الأبيض الأصل ، وبزره أقوى من حبه . وقال : وطبعه بارد رطب في الثانية ، وشرابه شديد التطفئة ، ملطف جدا ، وأصله بالماء على البهق نافع خصوصا الأسود ، وأصله مع الزفت على داء الثعلب ، وخصوصا الأسود ، وشرابه جيد للسعال والشوصة . قال : وأصله ينفع الأورام الحارة ، وأصله وبزره للقروح ، وأصله ينفع أورام الطحال شربا وضمادا ، وينفع الاحتلام ، ويكسر شهوة الباه إذا شُرب منه