كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 144 """"""
درهم بشراب الخشخاش ، وهو يُجمد المني بخاصية فيه ، وخصوصا أصله ، ينفع وهو منوم ، مسكن للصداع الحار الصفراوي ، لكنه يضعف ، وأصله ينفع من الإسهال المزمن وقروح المعي وأوجاع المثانة ضمادا ، وبزره أقوى من كل شيء ، حتى إنه يمنع نزف الحيض ، وأصل الأصفر منه وبزره إذا شربا نفعا سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ، وشرابه ملين للبطن ، نافع من الحميات الحارة ، شديد التطفئة ، والله المستعان .
وأما ما جاء في وصفه - فقال أبو بكر الزبيدي الأندلسي :
وبِركةٍ أحيا بها ماؤها . . . من زهرها كل نبات عجيبْ
كأن نيلَوْفَرَها عاشق . . . نهاره يَرقُب وجهَ الحبيبْ
حتى إذا الليل بدا نُجمه . . . وانصرف المحبوب خوف الرقيبْ
أطبق جفنيه عسى في الكرى . . . يبصر من فارقه عن قريبْ
وقال آخر :
يا حبذا بِركةُ نَيِلَوْفَرٍ . . . قد جمعت من كل فن عجيبْ
أزرق في أحمر في أبيضٍ . . . كقرصة في صحن خد الحبيب
كأنه يعشق شمس الضحى . . . فانظره في الصبح وعند المغيب
إذا تجلت يثجلي لها . . . حتى إذا غاب سناها يغيب
يرنو إليها مبصرا يومه . . . ولا يحاشي نظراتِ الرقيب
لا يبتغي وجها سوى وجههِا . . . فِعلَ محب مخلص في حبيب
وقال التنوخي :
فكأنه في الماء صاحبُ مذهب . . . أغراه وِسواس بأن لم يَطهُرِ
وقال آخر :
كلنا باسط اليد . . . نحو نيلوفرٍ ندى
كدبابيسِ عسجدٍ . . . نُصْبهُا من زبرجدٍ