كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 146 """"""
وقال السري الرفاء :
وبِركةٍ حفت بِنَيلَوَفرٍ . . . ألوانُه بالُحسن منعوتهْ
نهاره ينظر عن مقلة . . . ساجيِةِ الألحاظ مبهوتهْ
وإن بدا الليل فأجفانُه . . . في لُجة البِركة مسبوتهْ
كأنما كل قضيب له . . . يحمِل في أعلاه ياقوتهْ
وقال آخر :
وبِركةٍ تزهو بِنَيلَوْفَرٍ . . . نسيمُه يشبه نشَر الحبيبْ
مفتحِ الأجفان في يومِه . . . حتى إذا الشمسُ دنت للمَغيبْ
أَطَبق جفنيه على حِبه . . . وغاص في البِركة خوفَ الرقيبْ
وقال آخر :
تحب الشمس لا تبغي سواها . . . وتلحظها بمقلة مستهامِ
إذا غابت تكنفها اشتياقٌ . . . فنامت كي تراها في المنامِ
وقال الرفاء :
يا حُسن نِيَلَوْفَر شُغِفتُ به . . . يمنحه الماء صفوَ مشروبِهْ
كأنه عاشق به ظمأُ . . . توهم الماءَ ريقَ محبوبِهُ
وقال آخر :
وشاخصٍ نحو عين الشمس يَرمُقها . . . حتى إذا غَرَبتْ أَغضَى بتنكيسِ
تراه من قِطَع المرجان في قُضُب . . . زرقِ الشوابير أمثالِ الدبابيسِ
كأنه ودُروعُ الماء تَشمَله . . . تحت الشُّعاع أكاليلُ الطواويسِ
وقال آخر :
ونَيلَوْفَرٍ قد لاح في زي فاقدٍ . . . حبيبا فمنه يستعير لباسه

الصفحة 146