كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 147 """"""
ُ
يظل نهارا شاخص الطرف لاحظا . . . ويَغِمس جنحَ الليل في الماء رأسهُ
كأن عليه للظلام مراقبا . . . فيهرُب منه أو يخاف اختلاسهُ
وقال مؤيد الدين الطغرائي :
نيلوفرٍ يسبح في لُجةٍ . . . عليه ألوانٌ من اللبْسِ
مُظاهرٌ ثوب حدادٍ على . . . ثوبِ بياضٍ عُلّ بالوَرْسِ
فالشطر من أعلاه في مأتمٍ . . . وشطره الأسفلُ في عُرسِ
مغمضٌ طُولَ الدجى ناعسٌ . . . جفونُه تُفتحُ في الشمسِ
الباب الثاني من القسم الثالث من الفن الرابع فيما يشم رطبا ولا يُستَقَطر
ويشتمل هذا البابُ على ما قيل في البنفسجَ والنرجِس والياسِمَين والآس والزعفران والحَبَق :
فأما البنفسج وما قيل فيه
فقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : طبع البنفسج بارد رطب في الأولى . وقال قوم : أنه حار في الأولى . قال : ولا شك في برودته . وأما أفعاله وخواصه ، فقيل : أنه يولد دما معتدلا ، وهو يسكن الأورام الحارة ضمادا مع سويق الشعير ، وكذلك ورقهُ . قال : ودهُنُ البنفسج طلاءٌ جيدٌ للجرب ، وهو يسكن الصداع الدموي شما وطلاء . قال : وينفع من الرمد الحار من السعال الحار ، ويلين الصدر ، خصوصاً المربى منه بالسكر ، وشرابه نافع من ذات الجنب والرئة والتهاب المعدة ، وشرابه بنفع من وجع الكلى ، ويابسه يُسهل الصفراء ، وشرابُه أيضاً يلين الطبيعة برفق .

الصفحة 147