كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 150 """"""
ِ
ومن رسالةٍ لأبي العلا عطاء بن يوسف السندي يصف طاقة بنفسجَ ، قال : سماويةُ اللباس ، مِسكيةُ الأنفاس ، واضعةُ رأسها على ركبتها كعاشقٍ مهجور ينطوي على قلبٍ مسجور ، كبقايا النقش في بنان الكاعب ، أو النقس في أصابع الكاتب ، أو الكُحْل في ألحاظ الملاح ، والمراِض الصحاح ، الفاترات الفاتنات ، المحييات القاتلات ، لا زَوَرْدِيّةٌ أوفت زرقتها على زُرق اليواقيت ، كأوائل النار في أطراف كبريت ، أو كأثر القرْص في خدود العذارى ، أو عِذارٍ خلعتُ فيه العِذارا .
وأما النرجِسُ وما قيل فيه - فقال أبو بكر بن وحشية في توليده : إن أردتم النرجسَ فخذوا قرنى الغزال ، فاقطعوا كل قرن نصفين ، وأنقعوهما في بول البقر سبعة أيام ، ثم اقلعوا عيني الغزال ، واجعلوهما فوق رءوس القرون ، واطمروهما في الأرض في أول ساعةٍ من يوم الجمعة ، فإنه بعد خمسة عشر يوماً ينعقد نرجساُ مفتحاً . وإن أردتموه مضعفاً فخذوا الثوم ، ثم شقوا البصل ، واجعلوا الثومة في وسطها ، ولتكن سِناً واحدة ، ثم ضموا على الثومة نصفي بصلة النرجس ، واغرسوها في الأرض ، فإنه ينبت النرجس المضاعف ، وإن أردتم المضاعف الذي بعض ورقه أخضرُ وبغضه أصفر ، فخذوا سناً من الثوم ، وخذوا عصارة ورق بصل النرجس ، وانقعوا السن في العصارة ثلاثة أيام ، ثم أدخلوها في البصلة ، واغرسوها في الأرض ، فإنها تنبت بعد أيام قلائل . وقال أبو علي بن سينا : إن أصل النرجس يُخرِج الشوك والسلاء ، وخصوصاُ مع دقيق الشيلم والعسل . قال : والنرجس يجلو الكلف والبهق ، وخصوصا أصله بالخل ، وينفع أصلهُ من داء الثعلب ، ويعجن أصله مع العسل والكرسنة فيفجر الدماميل العسرة النضج ، ويضمد بأصله على أورام العصب . قال : والنرجس يجفف الجراحات ، ويُلزقها إلزاقا شديدا ،