كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 154 """"""
لم يغتمض والظلامُ حل به . . . كأنما في جفونه قصرُ
تحير الطلُّ في مدامعه . . . فليس يرقا وليس ينحدرُ
كدمعة الصب كاد يسكُبُها . . . فردها في جفونه الحذرُ
وقال أبن المعتز :
وعُجنا إلى الروض الذي طله الندى . . . وللِصبح في ثوب الظلام حريقُ
كأن عيون النرجس الغض بينه . . . مداهنُ درٍّ حشوهن عقيقُ
إذا بلهن القطرُ خلتَ دموعها . . . بكاء جفونٍ كحلهن خلوقُ
وقال ابن الرومي يفضله على الورد : خجلتْ خدودُ الورد من تفضيلهِ . . . خجلا توردهُا عليه شاهدُ
لم يخجل الوردُ الموردُ لونهُ . . . إلا وناحِلُه الفضيلةَ عانِدُ
للنرجس الفضلُ المبين وإن أبى . . . آبٍ وحاد عن الطريقة حائدُ
فضلُ القضية أن هذا قائدٌ . . . زهر الربيع وأن هذا طاردُ
شتان بين اثنين هذا مُوعدٌ . . . بتسلب الدنيا وهذا واعدُ
وإذا احتفظت به فأمتعُ صاحبٍ . . . بحياته لو أن حيا خالدُ
يحكي مصابيح السماء وتارةً . . . يحكي مصابيح الوجوه تُراصِدُ
ينهي النديم عن القبيح بلحظِه . . . وعلى المدامةِ والسماع يساعِدُ
إن كانت تطلب في الملاح سميه . . . يوما فإنك لا محالة واجدُ
والوردُ إن فتشت فردٌ في اسمه . . . ما في الملاح له سمي واحدُ
هذي النجوم هي التي ربينها . . . بحيا السحابِ كما يربي الوالدُ
فانظر إلى الولدين من أوفاهما . . . شبها بوالده فذاك الماجدُ
أين العيون من الخدود نفاسةً . . . وراسةً لولا القياسُ الفاسدُ
وقال أيضا فيه :
وأحسنُ ما في الوجوه العيون . . . وأشبهُ شيء بها النرجسُ

الصفحة 154