كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 155 """"""
وقال أيضا :
وزعفرانيةٍ في اللون تحسبهُا . . . إذا تأملتها في ثوبِ كافورِ
كأن حب سقيط الطل بينهما . . . دمعٌ تحير في أجفان مهجورِ
وقال عبد الله بن المعتز :
عيونٌ إذا عاينتها فكأنما . . . مدامعها من فوق أجفانها دُرٌ
محاجرُها بيضٌ وأحداقُها صُفرُ . . . وأجسامها خُضرٌ وأنفاسُها عِطرُ
وقال محمد بن يزيد المبرد :
نرجسةٌ لا حظني طَرفُها . . . تُشبِه دينارا على درهمِ
وقال عبيد الله بن عبد الله :
ترنو بأحداقِها إليك كما . . . ترنو إذا خافت اليَعافِيرُ
مثل اليواقيت قد نُظمن على . . . زبرجدٍ بينهن كافورُ
كأنها والعيونُ ترمُقُها . . . دراهمٌ وسطها دنانيرُ
الياسمين فالياسمين والياسمون اسم فارسي ، وهو نوعان : بري ، ويسمى بهرامج ، وتسميه العرب الظيان ، وبستاني ، وهو أصفر وأبيض ، والأبيض أطيب رائحة . قال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : طبعُ الأبيض أسخن من الأصفر ، والأصفر من الأرجواني ، وهو بجملة حار يابسٌ في الثانية . قال : وهو يلطف الرطوبات ، ودهنه ينفع المشايخ . قال وهو يذهب الكلف رطبه ويابسه ، وكثرة شمه تورث الصفار ، ودهنه نافعٌ للأمراض الباردة في العصب ، ورائحته مصدعة ، لكنها مع ذلك تحل الصداع الكائن عن البلغم اللزج إذا شُمت ، والخالص من دهُنه يُرعف المحرور إذا شمه لوقته .

الصفحة 155