كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 158 """"""
العامة : مَرْسِيناً . وقال ابن وحشية في توليده : وإن خلطتم بأصل اليبروح عيدان الشبث وورق الجرجير وسحقتم ذلك سحقاً جيداً وزرعتموه في الأرض ، وهو كهيئة الكُبة ، وصببتم فوق الكُبة الماء ، وطمرتوه في التراب ، خرجت عن ذلك شجرة الآس الطويل الورق . وإن أردتم المدور الورق فاخلطوا مع أصل اليبروح ورق الآس الطويل ، ونصف وزن أصل اليبروح من ورق النبق ، فإنه يخرج الآس المدور الورق . قال : وإن أردتم الآس الأزرق اللون ، فاخلطوا بأصل اليبروح ورق النيل ، واعجنوا معها من أصل الزيتون وعروقه ، واطمروه فإن يخرج عنه الآسُ الأزرق . وقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا في الآس : أفواه الذي يضرب إلى السواد ، لا سيما الخُسْرُوانيُّ المستديرُ الورق ، لا سيما الجبلي ، وأجود زهره الأبيض ، وعُصارةُ ثمرته أجود . وأما طبعه ففيه حرارةٌ لطيفة ، والغالب عليه البرد ، ويشبه أن يكون برده في الأولى ، ويبسهُ في حدود الثانية . وأما أفعاله وخواصه ، فإنه يحبس الإسهال والعرق وكل نزفٍ وكل سيلانٍ إلى عضو ، وإذا تدلك به في الحمام قوي البدن ، ونشف الرطوبات التي تحت الجلد ، وهو ينفع من كل نزف لطخوا وضمادا ومشروبا ، وكذلك رُبه ورب ثمرته ، وقبضه أقوى من تبريده ، وهو يسرع جبر العظام ، وليس في الأشربة ما يعقل وينفع أوجاع الرئة والسعال غير شرابه ، ودهنه وعصارته وطبيخه تقوي أصول الشعر ، وورقه اليابسُ يمنع صنان الآباط ، ورماده ينقي الكلف ، ويجلوا البهق . قال : والآس يسكن الأورام والحمرة والنملة والبثور والقروح والشرى وحرق النار ، وورقه يضمد به بعد تخبيصه بزيتٍ وخمر ، ويابسُه إذا ذر على الداحس نفعه ، وإذا طُبختْ ثمرته بالشراب واتخذت ضمادا أبرأت القروح التي في الكفين والقدمين وحرق النار وتمنعه عن التنفط ، ومن استرخاء المفاصل . قال : والآس يحبس الرعاف ويجلو الجزاز ، ويجفف قروح الرأس ، وقروح الأذن ، وينفع شرابه من استرخاء اللثة ، وورقه إذا طبخ