كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 160 """"""
حكى لونهُ أصداغ ريمٍ معذرٍ . . . وصورتُه آذان خيلٍ نوافرِ
الزعفران فالزعفران يسمى الجادِيَّ بالدالين المهملة والمعجمة ، والجِساد ، والرَّيْهُقَان ، والكُرْكُم .
وقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : وجيده وطري ، والحسن اللون ، الذكي الرائحة ، على شعره قليلُ بياضٍ غير كثير ، ممتليءٌ صحيحٌ سريعُ الصبغْ ، غير متكرجٍ ولا متفتت ، وطبعه حار في الثانية ، يابسٌ في الأولى . وقال في أفعاله وخواصه : هو قابضٌ محلل مُنضِج مفتح . قال : وقال الخُوزي : إنه لا يغير خِلطا ألبتة بل يحفظها على السوية ، ويصلح العفونة ، ويقوي الأحشاء ، وشربه يحسن اللون ، وهو محلل للأورام ، وتطلى به الحمرة . قال : وهو مصدع ، يضر الرأس ، وهو منوم ، وإذا سقي في الشراب أسكر ، وينفع من الورم الحار في الأذن ، وهو يجلو البصر ، ويمنع النوازل إليه ، وينفع من الغشاوة ، ويكتحل به للزرقة المكتسبة من الأمراض ، وهو مقوٍّ للقلب ، مفرح يشمه المبرسمُ وصاحب الشَّوْصة للتنويم ، وخصوصا دهنه ، ويسهل النفس ، ويقوي النفس . قال : وهو مُغيثٍ يسقط الشهوة بمضادته الحموضة التي في المعدة وبها الشهوة ، ولكنه يقوي المعدة لما فيها من الحرارة والدبغِ والقبض . وقال قوم : الزعفران جيد للطحال . قال : وهو يهيج الباه ، ويدر البول ، وينفع في صلابة الرحم وانضمامها والقروح الخبيثة فيها إذا استعمل بمُومٍ أو مح مع ضعفه زيتا . وزعم بعضهم أنه سقاه للطلق المتطاول فولدت للساعة . قال : وثلاثة مثاقيل منه تقتل بالتفريح ، وإذا عدم فبدله وزنه قُسط ، وربع وزنه قشورُ السليخة .