كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 163 """"""
وكأنما ألفتهاُ قد توختْ . . . بمجامرٍ تُذكيِ النسائمُ نارهَا
من كل فاقعةٍ تلفعُ دائما . . . بدخانِ كبريتٍ تجر إزارَها
مقتنعاتٍ في الدجى فإذا بدا . . . للصبح إسفارٌ سفرن خمارهَا
والشمس طالعةٌ على أخواتها . . . وإذا توارت أسبلتْ أستارهَا
الحَبَقُ فالحَبَقُ أنواع ، تُطلق عليها العامةُ الريحان ، ومن أسمائه الباذَرُوج ، وهو الحَماحِم . ويسمى الباذْرَنْجَبُويهَ ، والباذْرَنْبُويهَ ، واسمه بالفارسية : المَرْماحٌوز ، ومنه ما سمي الفَرَنْجَمَشْكَ بالفاء والباء ، ورائحتهُ كرائحة القَرَنْفُل ، ويقال فيه فَلَنْجَمَشْك ، وأَفْلَنْجَمَشْك ، وكلها فارسية . ومنه ما يسمى بالفارسية : الشاهِسْفَرَم ، ومعناه ملك الرياحين ، والعرب تسميه : الضَّيْمَران والضَّومَران ، ومنه حبقُ الفتى : المَرْزَجُوش والمَرْزَنْجُوش والمَرْدَقُوش والعَبْقرَ . ومنه ما يسمى المَروَ والزِّغْبرَ والزِّبْغَر ، وهو الَمرْوُ الدقيقُ الورق . والصَّعْتَريّ ، وريحان الكافور ، ويسمى بالفارسية سُِوسَن واناه ، وشكله شكل المنثور ، ورائحتهُ رائحة الكافور الرياحي .
وقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا في طبائع الرياحين : الباذَرُوجُ طبعه حار في الأولى إلى الثانية ، يابسُ في أول الأولى ، وفيه رطوبةٌ فضلية . قال : وفيه قبض وإسهال ، فإنه يقبض ، إلا أن يصادف فضلا مستعدا ، فإذا صادف خلطا أسهله ، وفيه تحليل وإنضاج ونفخ ، ويُسرع إلى التعفن ، ويولد خِلطا رديئا سوداويا ، وبزره ينفع من تتولد فيه السوداء ، وإذا طلي بالخل ودهن الورد على الأورام والحارة نفع ، وعصارته قطورا تنفع الرعاف ، لا سيما بخل خمرٍ وكافور ، وهو مما يسكن العُطاس من مِزاج ، ويحركه من مِزاج ، وهو ينفع من ضربان العين ضمادا : ويحدث ظلمة البصر مأكولا لتخليط رطوبته تبخيرها ، وعُصارتُه تقوي البصر كُحلا ، وهو يقوي القلب جدا ، ويجفف الرئة والصدر ، وسُكُرٍّجة من مائه تنفع من سوء التنفس ، وماؤه يدر اللبن ، وبزره ينفع من عُسر البول ، وإذا وضع على لسع الزنابير والعقارب سكنه .

الصفحة 163