كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 168 """"""
القسم الرابع من الفن الرابع في الرياض والأزهار ويتصل به الصموغ والأمنان والعصائر
، وفيه أربعة أبواب
الباب الأول من هذا القسم من هذا الفن في الرياض وما وصفت به نظما ونثرا
اتفق جوابو الأقطار أن مستنزهات الدنيا أربعة مواضع ، وهي صُغْدُ سَمَرْقَنْد ، وشِعبُ بوان ، ونهرُ الأبلة ، وغوطةُ دمشق ، وقد رأيتُ أن أصف هذه المستنزهات بصفاتها التي شاهدتها ونقلت إلي ، وأخبارها التي عاينتُها وقًصت أنباؤها علي ، فقلتُ في ذلك : ألذ ما تمنعت بحسنه النواظر ، وأبهى ما ارتاحت النفوس إلى أزهاره النواضر ، وصفُ رياضٍ تاهت الأرضُ على السماء بأزهارها ، وباهت أنوارَ الكواكب بنورها ونُوارها . فمنها صُغْدُ سَمَرْقَنْد - الذي تحف به بساتينُ كست زهرتُها من الأرض عاريها ، وأصبح للسماء بكاءٌ في جوانبها وللروض ابتسامٌ في نواحيها ، تتخللها