كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 169 """"""
قصورٌ يتضاءل سنا النجم في آفاقها ، وتحتجب الغزالةُ عند طاوعها حياءٌ من بهجتها وإشراقها . شِعبُ بَوّانَ الذي غدت مغانيه مغاني للزمان ، وقصُرت الألسن عن وصف محاسنهِ وطالت إلى اقتطاف ثمره البنان ، تكاد شمسه تغرب عند الإشراق ، ولا تتخلل أشجاره إلا والحياءُ يعيدها في قبضة الإطراق ، يستغني بغُدرانه عن صوب الصيب ، ولقد أبدع في وصفه أبو الطيب :
مغاني الشعب طيبا في المغاني . . . بمنزلة الربيع من الزمانِ
ولكن الفتى العربي فيها . . . غريبُ الوجه واليد واللسانِ
ملاعبُ جنةٍ لو سار فيها . . . سليمان لسار بترجمانِ
طبت فُرساننا والخيل حتى . . . خشيتُ وإن كُرمن من الحرانِ
غدونا تنفضُ الأغصانُ فيه . . . على أعرافها مثل الجمانِ
فسرتُ وقد حجبن الشمس عني . . . وجئن من الضياء بما كفاني
وألقى الشرقُ منها في ثيابي . . . دنانير تفر من البنانِ
لها ثمرُ تشير إليك منه . . . بأشربةٍ وقفن بلا أواني
وأمواهٌ يصل بها حصاها . . . صليلَ الحلي في أيدي الغواني

الصفحة 169