كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 171 """"""
ظلت تَزُف إلى الدنيا محاسنها . . . وتستعيد لها الألطافَ والتحَفا
من عارضٍ وكفا أو بارقٍ خطفا . . . أو طائرٍ هتفا أو سائرٍ وَقَفا
ولستُ أُحصي حصى الياقوت فيه ولا . . . دُرا أصادفه في مائه صَدفَا
يَظُن من وقفتْ فيه الشجونُ به . . . أن الصبابة شابت والهوى خَرِفا
تعسف الشوقَ فيه كل ذي شجنٍ . . . والشوقُ ألطفه ما كان معتسَفا
فاحللُ عُرا الهم واشربها معتقةً . . . رق النسيمُ مباراةً لها وصَفا
ومنها نهرُ الأُبُلة - الذي طوله أربعُ فراسخ ، ورءوسُ نخله على وجه الأرض شوارفُ وأصولها في الثرى رواسخ ، بجانبيه بساتينُ إن هب النسيمُ بأغصانها تعانقتْ وتمايلتْ ، وإن لعب بأفنانها تناظرتْ وتماثلتْ ، كأنما غُرستْ في يومٍ واحدٍ شجراتُه ، وقامت على خط الاستواء نَخَلاتُه ، وفيه يقول التنوخي شاعر اليتيمة :
وإذا نظرتَ إلى الأبُلة خِلتهاَ . . . من جنة الفردوسِ حين تُخيلُ