كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 173 """"""
ومطارفِها ، باسطةٌ زرابيها وأنماطها ، ناشرةٌ حِبرها ورِياطها ، كأنما احتفلت لوفد ، أو هي من حبيبٍ على وعد .
ومن كلامه أيضا : روضةٌ قد تضوعتْ بالأرج الطيب أرجاؤها ، وتبرجتْ في ظُلل الغمام صحراؤها ، وتنافحتْ بنوافج المسك أنوارها ، وتفاوضت بغرائب المنطق أطيارُها ، بها أشجارٌ كأن الخُرد أعارتها قدودها ، وكستها بُرودها ، وحلتها عقودها .
ومن كلام الفتح بن خاقان في " قلائد العيقان " : حتى استقروا بالروض فحلوا منه ذرا أيك ربيع مفوفةٍ بالأزهار ، ومطرزةٍ بالجداول والأنهار ، والغضونُ تختال في أدواحِها ، وتنثني في أكف أرواحِها .
ومن كلامه أيضاً : روضٌ مفتر المباسم ، معطر الرياح النواسم ، قد صقل الربيع حوذانه ، وأنطلق بلبله وورشانه ، وألحف غصونه بُرودا مخضره ، وجعل إشراقه للشمس ضره ، وأزاهيره تنير على الكواكب ، وتختال في خلع الغمائم السواكب .
ومن كلامه : روضةٌ لم يجل في مثلها ناظر ، ولم تدع حسنها الخدودُ النواضر ، غصونٌ تثنيها الرياح ، ومياهٌ لها انسياح ، وحدائق تهُدى الأرج والعرف ، وتُبهج النفس وتمتع الطرف .
الصفحة 173