كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 174 """"""
ومن كلامه : روضةٌ تأرجتْ نفحاتها ، وتدبجت ساحاتها ، وتفتحت كمائمها ، وأفصحت حمائمها ، وتجردت جداولها كالبواتر ، ورمقت أزهارها بعيون الجآذر .
وقد أكثر الشعراءُ في وصف الرياض والغصون - فمن ذلك قول ابن الرومي :
حيتك عنا شمالٌ طاف طائُفها . . . في جنةٍ قد حوت روحاً وريحاناً
هبت سُحيرا فناجى الغصنُ صاحبه . . . سراً بها وتداعى الطيرُ إعلانا
ورقٌ تغنى على خضرٍ مهدلةٍ . . . تسمو بها وتشم الأرضَ أحيانا
تخال طائرها نشوانَ من طربٍ . . . والغصنَ من هزه عطفيه نشوانا
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة :
سقيا لها من بطاحِ أنسٍ . . . ودوحِ حُسنٍ بها مُطل
فما ترى غير وجهِ شمسٍ . . . أطلَ فيه عذارُ ظلِ
وقال أيضاً من أبيات :
والروضُ محنى المعاطف خِلتُه . . . نشوان تعطفه الصبا فيميلُ
ريانُ فضضه الندى ثم انجلى . . . عنه فذهب صفحيته أصيلُ
وقال الأخيطل الأهوازي منشدا :
الروضُ ينشرُ رفرفا وحريرا . . . ومطارفا من سندس وحبِيرا
حل الربيعُ نقاب كل خَميلةٍ . . . فأراك من صور النبات سُفورا