كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 175 """"""
غِيدُ القوام إذا النسيمُ أمالها . . . ألقين عند صدورهن نُحورا
ينحل عنهن الندى فتخال ما . . . ينحل عنها لؤلؤا منثورا
كسلُ النعيم يدبّ في حركتها . . . فيريك في أعطافهنّ فُتورا
وقال أبو عُبادة البحتري :
هذي الرياضُ بدا لطرفك نورها . . . فأرتك أحسن من رياط السندسِ
ينشرن وشيا مُذهبا ومدبجا . . . ومطارفا نُسجتْ لغير الملبسِ
وأرتك كافورا وتبرا مُشرِقا . . . في قائمٍ مثلِ الزمردِ أملسِ
متمايل الأعطاف في حركته . . . كسلُ النعيم وفترةُ المتنفسِ
متلحيا من كل حُسنٍ مُنقٍ . . . متنفسا بالمِسك أي تنفُّسِ
وقال التنوخي :
أما ترى الروض قد وافاك مبتسما . . . ومد نحو الندامي للسلام يدا فأخضرٌ ناضرٌ في أبيضٍ يققٍ . . . وأصفرٌ فاقعٌ في أحمرٍ نُضدا
مثل الرقيب بدا للعاشقين ضُحى . . . فاحمر ذا خجلا واصفرّ ذا كمدا
وقال أبو بكر الصنوبري :
تشبهُ الروض بالحبائب قد . . . زاد المحبين في محبتِها
كم من قُدودٍ هناك من قُضُبٍ . . . تميل من لينِها ونعمتِها
كم وجنةٍ خالُها يلوح لنا . . . سواده في صفاء حُمرتِها
وكم ثنايا تسبِي بنكهتِها . . . وكم عيونٍ تُصبى بلحظتِها
تُسارِق الغَمزَ غَمزَ خائفةٍ . . . رقيبها من خفاءِ نظرتِها

الصفحة 175