كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 179 """"""
جُليت عرائسُه فهم قلوبِنا . . . واللهوُ بين مقوضٍ ومعرسِ
أنفاسُه من عنبرٍ وسماؤه . . . من لؤلؤ وبِساطُه من سندسِ
وقال أبو عبادة البحتري :
ولا زال مخضرٌ من الروض يانعٌ . . . عليه بمحمر من النورِ جاسدِ
يذكرني ريا الأحبة كلما . . . تنفسَ في جُنحٍ من الليل باردِ
وقال السروي :
غدونا على الروض الذي طله الندى . . . سُحيرا وأوداجُ الأباريق تُسفكُ
فلم أر شيئا كان أحسن منظرا . . . من النور يجري دمعهُ وهو يضحكُ
وقال آخر :
حظ عينٍ وحظ سمعٍ ربيعا . . . نِ وتغريدُ بلبلٍ وهزارِ
في جلاء من الزمان ووجه . . . الأرض يُكسى وشائعَ النوارِ
بابيضاضٍ محدقٍ باخضرارٍ . . . واصفرارٍ مبطن باحمرارِ
كلما أشرقت شُموسُ الأقاحيِ . . . خِلتَ إحدى الشموس شمس النهار
وقال كُشاجمِ :
وروضٍ عن صنيعِ الغيثِ راضٍ . . . كما رضى الصديقُ عن الصديقِِ
إذا ما القطر أسعده صبوحا . . . أتم له الصنيعةَ في الغبوقِ
يُعير الريح بالنفحات رِيحا . . . كأن ثراه من مسكٍ سحيقِِ
كأن الطل منتثرا عليه . . . بقايا الدمع في خد المَشوقِ

الصفحة 179