كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 18 """"""
على الريق أنعظ بقوة ، وكله ملين للبطن ، وقال بعضهم : إنه إن نقع في الخل وأكل منه على الريق ، وصبر عليه نصف يوٍم قتل الدود .
الباقلى - فقد قال فيه الشيخ الرئيس : منه مصري ، ومنه نبطي والنبطي أشد قبضاً ، والمصري أقل غذاء ، والرطب أكثر فضولا ، قال ولولا بطء هضمه وكثرة نفخه ما قصر في التغذية عن كشك الشعير ، بل دمه أغلظ وأقوى ، قال : وأجوده السمين الأبيض السالم من السوس ، وأردأه الطري ، وإصلاحه إطالة نقعه وإجادة طبخه وأكله بالفلفل والملح والحِتِليتِ والصَّعْتَر وطبع قريب من الاعتدال ، وميله إلى البرد واليبس أكثر ، وفيه رطوبة فضلية خصوصاً في الرطب منه ، قال والفوم الذين يجعلون برد الباقلى في الدرجة الثانية يفرطون .
وأما أفعاله وخواصه - فإنه يجلو قليلاً ، وينفخ ، والمقلي منه قليل النفخ ، ولكنه أبطأ انهضاماً ، والمطبوخ في القشرة كثير النفخ ، والنبطي أشد قبضاً ولا يجلو ، قال : والباقلى يولد أخلاطاً غليظة ، وقد قضى إبٌّقْراطٌ بجودة غذائه وإذا قشر وشق نصفين ووضع على نزفٍ قطعه ، ومن خواصه أنه يقطع بيض الدجاج إذا علفت منه ، وأنه يري أحلاماً مشوشة ، وأنه يحدث الحكة ، خصوصاً طرية ، ومن خواصه أنه إذا ضمدت به عانة الصبي منع نبات الشعر ، وكذلك إذا كرر على الموضع المحلوق ، ويجلو البهق من الوجه والكلف والنمش ، ويحسن اللون لا سيما مع قشوره ، وإذا ضمد به بالشراب على الخصية نفع ورمها ، وينفع من تشنج المفصل ، ويضمد بمطبوِخه النقْرس مع شحم الخنزير ، وإن خلط مع العسل ودقيق الحلبة نفع من أورام الحلق ، وضماده جيد لورم الثدي وتجبن اللبن فيه ، والمطبوخ منه بخَّل وماءٍ ينفع من الإسهال المزمن ، وخصوصاً إذا كان بقشره وينفع من السٌّحْج ، ولا سيما النبطي ، وسَوِيقه أيضاً ينفع من ذلك حسوا وضماداً هذا ما قاله فيه