كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 180 """"""
كأن غصونه سُقيتْ رحيقا . . . فماست ميس شُراب الرحيقِِ
كأن شقائق النعمان فيه . . . محضرةٌ كئوسا من عقيقِِ
كأن النرجس البري فيه . . . مَداهنُ من لُجين للخلوقِ
يذكرني بنفسجهُ بقايا . . . صنيعِ اللطم في الخد الرقيقِِ
وقال ابن سكرة الهاشمي :
أما ترى الروضةَ قد نورتْ . . . وظاهرَ الروضة قد أعشَبا
كأنما الأرضُ سماءٌ لنا . . . نقِطف منها كوكبا كوكبا
وقال علي بن عطية البلنسي :
أديراها على الزهر المندي . . . فُحكمُ الصبح في الظلماء ماضِي
وكأسُ الراح تنظر عن حَبابٍ . . . وينوب لنا عن الحدق المراضِ
وما غربتْ نجومُ الليل لكن . . . نُقلن من السماء إلى الرياضِ
وقال شاعر أندلسي :
وفتيانِ صدقٍ عرسوا تحت دوحةٍ . . . وما لهمُ غير النبات فِراشُ
كأنهمُ والنورُ يسقُط فوقهم . . . مصابيحُ تهوي نحوهن فَراشُ
وقال أبو محمد الحسنُ بن علي بن وكيع التنيسي :
أسفر عن بهجتهِ الدهرُ الأغرْ . . . وابتسم الروضُ لنا عن الزهرْ
أبدي لنا فصلُ الربيع منظرا . . . بمثلهِ تُفتنَ ألبابُ البشرْ
وشيا ولكن حاكه صانعُه . . . لا لابتذال اللبس لكن للنظرْ
عاينه طرفُ السماء فانثنت . . . عشقا له تبكي بأجفان المطرْ

الصفحة 180