كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 182 """"""
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة يذكر كونه لا تظهر رائحته إلا ليلا :
وخيرةٍ بين النسيم وبينها . . . حديثُ إذا جن الظلامُ يطيبُ
يدب مع الإمساء حتى كأنما . . . له خلف أستار الظلام حبيبُ
وقال أبو هلال العسكري :
ألوان منثورٍ يريك حُسنُها . . . ألوان ياقوتٍ زها في عقدِهِ
يا حسنها في كف من يشبهها . . . فانظر إلى الند بكف ندهِ
من أشهلٍ كعينه وأبيضٍ . . . كثغرهِ وأحمرٍ كخدهِ
وأصفرٍ مثل صريع حُبه . . . إذا تغشته غَواشِي صدهِ
وقال آخر :
عجبتُ من الخيري أمتع في الدجى . . . وأصبح رياه مع الصبح تُحجبُ
فخلتُ الريا طبعا له مِثل ناسكٍ . . . يرائي نهارا وهو بالليل يشربُ
وقال آخر :
ما أكرم الخيري في فعلهِ . . . يسهر إذ نورُ الربا ناعسُ
كأنما خاف عليه العِدا . . . فهو له في ليله حارسُ
وقال ابن الحداد :
عاف النهار مخافة الرقباءِ . . . فسرى يضمخ حُلة الظلماءِ
يطوي شذاه عن الأنوف نهاره . . . ويجود في الظلماء بالإفشاءِ
متهتكٌ في طبعه متسترٌ . . . وكذا تكون شمائلُ الظرفاءِ