كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 183 """"""
لما رأى حُب الأنوف لعرفهِ . . . لبس الغياهب خفية الرقباءِ
كالطيف لا يصل الجفون لُسهدهاِ . . . ويهب فيها ساعةَ الإعفاءِ
وقال أبو العلاء السروي :
أهدى إلى فنون الشوقِ والأرقِ . . . نسيمُ رائحة الخِيري في طبقِِ
كأنه عاشق يطوي صبابته . . . صبحا وينشرها في ظلمةِ الغسقِِ
وكلُّ ذي لوعةٍ فالليلُ رائحتهُ . . . والليلُ أخفى لويل الوالهِ القلقِِ
وقال آخر :
ينم مع الإظلام طيبُ نسيمهِ . . . ويخفى مع الإصباح كالمتسترِ
كعاطرةٍ ليلا لوعدِ محبها . . . وكاتمةٍ صبحا نسيم التعطرِ
وقال ابن الرومي :
خيري وردٍ أتاك في طبقِهْ . . . قد ملأ الخافقين من عبِقهْ
قد خلع العاشقون ما صنع . . . الهجيرُ بألوانهم على ورِقهْ
السوسن فقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا في طبع السُّوسن : الأبيض البستاني منه حارٌ يابسٌ في الثانية ، والإيرساءُ أشد تسخينا وتجفيفا ، والإيرساءُ هو أصلُ السوسن الاسمانُجوني . قال وأصله جلاء ، مجفف باعتدال ، ودهنهُ ألطف وأشد تحليلا وتليينا مطيبا كان أم غير مطيب ، والإيرساءُ أقوى في جميع ذلك ، وهو قابض ، وفيه شفاءٌ للأوجاع والعفونات ، وينفع من الكلف والنمش ، وخصوصا أصله ، وينقي الوجه غسلا به ويصقله ، ويزيل تشنجه ، وإن دق بِزرُه وورقُه ناعما وعُمل منه ضمادٌ بالشراب على الحمرة نفعها ، وكذلك على الأورام البلغمية الفجة " والجرب المتقرح والخُشكريشات " " وأصله ينفع من حرق الماء الحار ، لأنه يجفف مع جلاء وباعتدال ، وكذلك ورقه مطبوخا ، والأحسنُ أن يكون استعمالهُ بُدهن الورد وعُصارة الإيرساء ، وغيره يطبخ في الخل والعسل في إناءٍ من نحاسٍ للقروح