كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 184 """"""
المزمنة والجراحات . والبستاني أفضلُ الأدوية لحرق الماء الحار ، وهو جيدٌ لانقطاع العصب ، وتتخذ من أصل البري مضمضةٌ لوجع الأسنان ، ويوافق دهنهُ قروح الرأس والنخالة ، وإذا قطر في الأذن سكن الدوي ، وهو رديءٌ للمعدة ، وخصوصا دهنه ، ودهنه محلل ملين لصلابة الرحم شُربا وتمريخا ، وكذلك إذا طبخ أصله بدهن الورد ، ولا نظير له في أمراض الرِحم ، وكذلك دُهنُ الإيرساء ، ويُخرج الجنين ، وينفع من المغص ، وإذا طبخ أصله وحده بالخل أو مع بزر البنج ودقيق الحنطة سكن الأورام الحارة العارضة للأنثيين ، وإذا شُرب من الإيرِساء يفتح أفواه البواسير ، وكذلك أصل السوسن كيف كان ، وهو ينفع من لسع الهوام ، خصوصا العقرب هو عُصارته وشرابه وبزره شُربا ، ودهنه دِرْياقٌ للبَنْج . وأما ما جاء في وصفه - فقال الأخيطل الأهوازي :
سقياُ لأرض إذا ما نمتُ أرقني . . . بعد الهدوء بها قرعُ النواقيسِ
كأن سُوسنها في كل شارفةٍ . . . على الميادين أذنابُ الطواويسِ
وقال أيضا فيه :
وكأن سوسنها سبائكُ فضةٍ . . . غض النبات فأزرقٌ أو أحمرُ
حُمِلتْ سقيطُ الطل في ورقاتهِ . . . فكأنه متبسمٌ مستعبِرُ
وقال الصنوبري - ويروي للرفاء - :
أنظرْ إلى السوسن في منبتهِ . . . فانه نبت عجيبُ المَنَظر
كأنه ملاعقٌ من ذهبٍ . . . قد خُط فيها نُقطٌ من عَنْبرِ