كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 188 """"""
وقال شاعر أندلسي :
عافَ لونَ البياض ثوبَ أخيه . . . وتبدى في حُلةٍ زرقاءِ
لتراه العيون في حُلةٍ يحكي . . . سنا نُورها أديمَ السماءِ
لو حواها الطاووس أصبح لا شك مهنا بمُلك طيرِ الهواءِ
عِزةٌ في طباعه وعُلُوُّ . . . قد أنافا به على العَلياءِ
الشقيق فالشقيق يسمى الشقائق والشقر . قال أبو الخير العشّاب : في ألوانه الأبيضُ والأسودُ والأحمرُ والورديُ والرمادي والأصفر ، وفيه بستانيٌ وبريً ، فالبستانيُ ، هو الخَشخاشُ الأبيض .
قال : ومن أنواعه شقاثقُ النعمان ، ومن الشقائق نوع يسمى المامِيثا ، ولونهُ أصفرُ فاقع .
وقال أبو على بن سينا : هو حارٌ في الثانية ، رطب ، وهو جلاء محلل . قال : يسود الشعر إذا خُلط بقشر الجوز ، وإذا استعمل ورقه وقُضبانه كما هو أو مطبوخاً حسن الشعر . قال : ويابُسه ينفع من القروح الوسخة ، وعصارته سعوطٌ لتنقية الرأس والدماغ ، وأصلُه يُمضغ لجذب الرطوبات من الرأس ، وعُصارتُه نافعةٌ من ظُلمة البصر وبياضه وآثارِ قروح العين ، وإذا طُبخ بالطلاء وتُضُمد به أبرأ الأورام الصلبة ، وإذا طُبخ ورقُه بقُضبانه بحشيش السعتر وأكل أدر اللبن ، وهو يُدِر الطمث ، والله أعلم .
وأما ما جاء في وصفه - فقال ابن الرومي :
تَصُوغ لنا كفُ الربيع حدائقا . . . كعقدِ عقيقٍ بين سِمِط لآلِي
وفيهن نُوارُ الشقائق قد حكى . . . خدودَ غوانٍ نُقطت بغوالِي
وقال أبو الفتح كُشاجم :
فرج القلب غايةً التفريجِ . . . اِبتهاجي ما بين روضٍ بهيجِ
فكأن الشقيق فيه أكالي . . . لُ عقيقٍ على رءوسِ زُنوجِ