كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 191 """"""
أقداحُ ياقوتٍ لطافٍ أترعتْ . . . راحا فبات المِسكُ سُؤرَ قرارهاِ
وكأنها وجناتُ غيدٍ أحدقتْ . . . بخدودها حُمرا خطوطُ عِذارهاِ
وأما ما وصف بها البَهار فمن ذلك قول الصنوبري :
وروضةٍ لا يزال يبتسم . . . النوار فيها ابتسام مسرورِ
كأنما أوجهُ البَهار بها . . . وقد بدت أوجُهَ الدنانيرِ
وقال أحمد بن برد الأندلسي :
تأملْ فقد شق البهارُ مقلصا . . . كمائمه عن نَورِه الخَصِل الندِي
مداهن تبرٍ في أناملِ فضةٍ . . . على أذرعٍ مخرطةٍ من زبرجدِ
وقال أبن دراج القسطلي من أبيات :
بَهارٌ يُروق بمسكٍ ذكي . . . وصيغٍ بديعٍ وخلقٍ عجبْ
غصونُ الزبرجد قد أورقتْ . . . لنا فضة مُوهتْ بالذهبْ
وقال آخر :
بهر البَهار عيوننا فقلوبُنا . . . مسحورة بجماله السحارِ
كسواعدٍ من سُندسٍ وأكفها . . . من فضةٍ حملت كئوس نُضارِ
الأُقْحُوان فقال أبو الخير العشّاب : الأقحوان هو البابونج ، وهو نوعان : نوع ينبت في الجبال الباردة جدا ، ونوع يزرع في البساتين ، فما كان جبليا فهو البابونج ، وما كان مزروعا فهو أقحوان ، ومنه ما زهره أصفر كله ، ومنه ما هو زهرهُ أبيض ، وفي وسطه لُمعةٌ صفراء ، ومنه الحوذان ، وورقه يشبه ورق الخيري الأصفر ، وهو مشرفٌ تشرف المِنشار ، وُيعرفُ برأس الذهب ، ويسمى بمصر :