كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 192 """"""
الكَرْكاش ، وأهل مصر يعتنون بأمره في وقت نزول الشمس برج الحمل ، ويختلفون به ، فيخرجُ كثيرٌ من عوامهم وبعضُ الجند وغيرهم إلى البر ويقطعونه في الساعة التي تحل الشمس فيها الحمل بمناجل من الذهب يصوغونها برسمه ، أو بدنانير ، ومنهم من يتكلم بكلامٍ شبه الرقية ، لا ينطق بغيره ما دام يحصده ، ويجمعون ما يقطعونه من ذلك بالذهب ، ويدخرونه في صناديقهم ، ويزعمون أن من قطعه على وضعهِ ملك في تلك السنة بعدد ما يقطعه منه دنانير إن قطعه بالذهب ، ودراهم إن قطعه بالفضة .
وقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : طبع الأقحوان حار في الثالثة ، يابس في الثانية . قال : وهو مسخنٌ مُنضج ، مفتحٌ للسدد ، وفي الأحمر منه قبضٌ ومنعٌ لأنواع السيلان ، مع ما فيه من التحليل ، وهو يدر العرق ، وكذلك دُهنهُ مَسُوحا ، ويفتح أفواه العروق ، محلل ، ملطف للأورام والبثور ، محلل للورم الحار في المعدة والدم الجامد فيها ، وينفع جميع الأورام الباردة ، وينفع من النواصير ، ويقشر الُخشْكَرِيشات والقروح النضيجة ، وينفع من الجراحات العصب ، ومن التواء العصب إذا بُلت صوفةٌ بطبيخه ووِضعتْ عليه ، وهو مُسبت ، وإذا شم رطبه نوم ، ودُهُنه نافع من أوجاع الأُذن ، وهو ينفع من الربو إذا شُرب يابسه كما يُشرب الإفتِيمُون . قال : وهو رديء لفم المعدة ، إلا أنه يحلل يابسا ، ويجفف ما يتحلب إليها ، ويحلل الدم الجامد فيها .
وقال : وهو يدر بقوة ، ويحلل الدم الجامد في المثانة بماء العسل ، ويفتت الحصاة ، وإذا شرب مع زهره وفُقاحِه في الشراب أدر الطمث ، وكذلك احتمالُ دُهنِه فإنه يدر بقوة ، واحتمال دُهنهِ يحلل صلابة الرحم ، ويفتح الرحم ، ويشرب يابسا بالسكَنْجَبِين كما يشرب الإفْتِيمون فيُسهل سوداء وبلغما ، وينفع من أورام المقعدة