كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 193 """"""
الحارة ، ويفتح البواسير هو ودُهنه ، وينفع من اُدْرِة الماء بعد أن تشق ، وينفع من القولنج ووجع المثانة ، وصلابة الطحال ، هذه منافُعه الطبية .
وأما ما وصفه به الشعراء - فقد أكثر الشعراءُ من تشبيهه بالثغور وتشبيه الثغور به ، وتشبيه الثغور به أكثر في أشعارهم من تشبيهه بالثغور ، وقد أجاد ظافر الحدادُ الإسكندري في وصفه حيث قال :
والأُقْحُونةُ تحكي ثغر غانيةٍ . . . تبسمتْ عنه من عُجبٍ ومن عجبِ
في القد والبرد والريق الشهي وطي . . . ب الريح واللون والتفليجِ والشنبِ
كشمسةٍ من لُجينٍ في زبرجدة . . . قد شُرفتْ حول مسمارٍ من الذهبِ
وقال آخر :
والأُقْحُوانةُ تُجلي وهو ضاحكةٌ . . . عن واضحٍ غير ذي ظلمٍ ولا شنبِ
كأنها شمسةُ من فضة حُرستْ . . . خوف الوقوع بمسمارٍ من الذهبِ
وهذا والذي قبله من بديع التشبيه ، وهو أجودُ من تشبيهها بالثغور وأصنع فإنها لا تشبه بالثغر حقيقةً إلا من وجهٍ واحد ، وهذا وقد شبهها ووصفها بجميع صفاتها وهيئتها .