كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 195 """"""
ِ
الباب الثالث من القسم الرابع من الفن الرابع في الصُّموغ
ويشتمل هذا الباب من الصموغ على ثمانيةٍ وعشرين صنفا . وهي الكافُور والكَهْرَبا ، وعلْكُ الأنباط ، وعلْكُ الروم - وهو المُصْطَكا - وعلكُ البُطْم وصمغُ اليَنْبُوت ، وصمغُ قُوفيّ ، والكثيِراء ، والكُنْدُر ، والفَرْبَيُون ، والصبرِ ، والمُرّ والكَمْكام ، والضِّجاج ، والأُشق ، وترابُ القيء ، والقِنة ، والحِلتْيت ، والأُنْزَرُوت والسَّكْبِينَج ، والسادَرْوان ، ودمُ الأخوين ، والمَيْعة ، وصَمْغُ قبعرين ، والمُقْل الأزرق والصمغُ العربي ، والقَطِران ، والزفت .
الكافور فهو أشرفُ الصموغ قدرا ، وأحقها بالتقديم وأحرى ، لفضله في التركيب ، ودخوله في أصناف الأدوية والطيب ، ويقال فيه : القافور بالقاف بدل الكاف ، ويقال : إنه صمغ شجرةٍ سفحيةٍ بحريةٍ عظيمةٍ تُظل مائة رجُل ، تكون بأطراف الهند . وتزعم التجار أنه يوجد في الشجرة الواحدة أصنافٌ من الكافور ، فيميزون كل صِنف على حدته ، وله مظان : منها فَنْصُور وهي جزيرةٌ محيطها سبعمائة فرسخ ، وتُعرف أرضها بأرض الذهب ، والكافور المنسوبُ إليها أفضلُ مما عاده ، ومن مظانه موضعٌ يُعرف بأربشير ، ومنها الزابج ، والمنسوبُ إليها أدنى أصنافه . قالوا وكيفيةُ جمعه أن تُقصد شجرته في وقتٍ معلومٍ من السنة فتحفر حولها حُفرة ، ويجعل في الحفرة إناءٌ كبير ، ثم يُقبل الرجُل وبيده فأسٌ عظيمة ، وهو ملثم ، مسدودُ الأنف ، ويمكن الإناء من أصل الشجرة ، ثم يضربها بالفأس ضربة ، ويطرح الفأس من يده ، ويهرب خشية أن يفور في وجهه ما يخرج من الشجرة من الكافور ، فإنه متى أصاب وجهه قتله ، ويجمع ما يخرج من الشجرة عقيب تلك الضربة في ذلك الإناء الموضوع في أصلها ، فإذا برد في الإناء جعلوه في أوعيةٍ وقطعوا تلك الشجرة ، وتركوها حتى تجف ، ثم نقطع أجزاء صغارا أو كبارا ، وذهب آخرون إلى أنه بين اللحاء والعود مثل الصمغ قطعا صغارا وكبارا . وقال آخرون : بل يشقون الخشب فيجدون الكافور في قلب العود منظما مثل الملح ، فيعلقونه منه ، وهذا هو الأصح عندهم وقد زعم آخرون أن الكافور يلتقط من شجرٍ في غِياضٍ

الصفحة 195