كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 196 """"""
ملتفةٍ في سفوح جبال ، وبين تلك الغِياضِ والبحر مسيرةُ أيام وأن الُبُور تألف تلك الغِياض ، ولا يصل أحدٌ إلى التقاطه خوفا منها إلا في وقتٍ معلومةٍ من السنة ، وهو زمن هياج هذا الحيوان ، لأنه إذا هاج مرض ، فتخرج إناثه وذُكورُه إلى البحر فتستشفى بمائه نحوا من شهر ، فيلتقط في ذلك الوقت . قالوا : ولولا ذلك لكان الكافور كثيرا جدا .
والكافور أصناف : أفضلُها الرباحي ، وأجود الرباحي الفَنْصُوري . قالوا : ولا يوجد هذا الصنفُ إلا في رءوس الشجر وفروعها ، ولونه أحمر ملمع ، ثم يصعد هناك فيكون منه الكافور الأبيض ، وإنما سمي بالكافور رباحيا ، لأن أول من وقع عليه ملكٌ يقال له : رباح ، فنُسب إليه ، ومن الرباحي صنفٌ يسمى المَهْنَشان وهو حب أبيضُ براق ، ناعمُ الفرك ، ذكي الرائحة ، ومنه صنفٌ يعرف بالبرتك ناعمُ الفَرْك ، ذكي الرائحة ، وليس له صفاءُ المَهْنَشان ، وبعده صنفٌ يعرف بالسرحان وهو أكبر حبا من المهنشان ، إلا أنه كثيرُ الخشب ، ولونه يضرب إلى السواد ناعم الفرك ، ومنه صنف يسمى موطيان ، ناعم الفَرْك ، يضرب إلى الحُمرة ، منه صنفٌ يسمى المهاي لبصيصه ، وهو حب أحمرُ الظاهر أبيضُ في الفَرْك ، جاف الجوهر ، ومنه صنفٌ يعرف بالرقرق ، وصنفٌ يعرف بالإسفرك ، وهو غُثاء الكافور ، وبعده صنفٌ يسمى الكندج ، يشبه لونه نشارة الساج ، إلا أن فيه لينا ودهانه ، وفي حبه كبر ، إذا كسر وجد داخله أسود ، فإذا فُرك وجد أبيض ، وكل هذه الأصناف لا تدخل إلا في الأدوية ، إلا الرباحي المجلوب من أرض فَنْصور فإنه لا ينبغي أن يُستعمل إلا في الطيب لجودته وحسنه ، وقد ذكر محمد بن أحمد ابن سعيد التميمي المقدسي في كتابه المترجم بجيب العروس من الكافور أصنافا كثيرة ، منها الذي أوردناه . وقال أبو علي بن سينا : طبعُ الكافور باردٌ يابسٌ في الثالثة ، واستعمالهُ يسرع الشيب ، ويمنع الأورام الحارة ، وإذا خلط بالخل أو مع عصير البُسْر أو مع ماء الآسِ