كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 197 """"""
أو ماء الباذَرُوج منع الرعاف ، ونفع الصداع الحار ، وهو يقوي حواس المحرور ، وهو يقطع الباه ، ويولد حصى الكُلية والمثانة .
الكَهْرَبا فالكهربا يسمى مصباح الروم . وقال عبد الله بن البيطار في مفرداته : من زعم أن الكهربا صمغ الحور الرومي فليس قوله بصحيح . والكهربا صنفان : منها ما يُجلب من بلاد الروم والمشرق ، ومنها ما يوجد بالأندلس في غربيها عند السواحل البحر تحت الأرض ، ويوجد في واحاتِ مصر . ويقال : إنه رطوبةٌ تقطر من الدوم من ورقهِ ، شبيهةٌ بالعسل ، يكون منها الكهربا ، وقد يوجد في داخلها الذبابُ والتبنُ والحجارة . وأما من زعم أنه صمغُ الحور الرومي المعروفِ بالتوز ، فيقول : إن صمغته ذهبية ، تسيل في النهر الذي يسمى أمريدانوس ، فتجمد فيه ، فيكون منه الكهربا ، ولهذا الشجر ثمرةٌ تسمي السدد والكهربا يجذب التبن إلى نفسه ، ولذلك يسمى كاهْ رُبْا ، أي سالبُ التبن ، وأجوده الشمعي اللون .
وقال ابن سينا : طبعُ الكهربا حار قليلا ، يابسٌ في الثالثة ، وهو قابضٌ وخصوصا للدم من أي موضع كان . قال ، وقال بعضهم : إنه يُعلق على الأورام الحارة فينفع منها ، وهو يحبس الرعاف ، وإذا شُرب منه نصفُ مثقالٍ بماءٍ باردٍ نفع من الخفقان ، ويمنع من نفث الدم جدا ، وهو يحبس القيء ، ويمنع المواد الرديئة عن المعدة ، ومع المُصْطكا يقوي المعدة وهو يحبس نزف الرحم والمعقدة ، وينفع من الزحير .
عِلْكُ الأنباط فهو صمغ شجرة الفُسْتُق ، يُستخرج منها كسائر الصموغ ، وذلك أنهم يعقرون الشجرة في مواضع كثيرة ، فيسيل من تلك العُقور فيجمع ويجفف في الشمس ، ولونه أبيض كمدِ ، وفي طمعه شيءٌ من مرارة .

الصفحة 197