كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 198 """"""
عِلكُ الروم فهو المُصْطَكَا - ويسمى مصطيجا - وأجوده ما كان له بريق ، وكان أحمر مُشربا ، وأبيض ، والأصفر دونهما .
وقال أبو علي بن سينا فيه : الطبعُ حار يابسٌ في الثالثة ، وهو قابضٌ محلل ، ودُهنُ شجرته ينفع من الجرب ، حتى جرب الماشي والكلاب ، ويُصب طبيخ ورقه وعصارته على القروح فتنبت اللحم ، وكذلك على العظام المكسورة فتجبر ، ومضغهُ يحلب البلغم من الرأس وينقيه ، وكذلك المضمضةُ به تشد اللثة ، وهو يقوي المعدة والكبد ، ويفتق الشهوة ، يطيب المعدة ، ويحرك الجُشاء ، ويذيب البلغم ، وينفع من أورام المعدة والكبد في الوقت ، ويقوي الكبد والأمعاء وينفع من أورامها ، وطبيخُ أصله وقشره ينفع من دُوسنطاريا والسحج ، وكذلك نفسُ ورقه ، وينفع من نزف الدم من الرحم وجميع أوجاع الأرحام وسيلان رطوباتها الرديئة ، ومن نتوء الرحم والمقعدة ، وكذلك دهن شجرته . قال : ويُدِر .
علك البُطْم فهو صمغ شجرةِ الحبة الخضراء . ويؤتي به من بلاد المغرب وبلاد فلسطين وسورية وما جاورها . وقال ابن البيطار : العلك أنواع : أفضلها علك الروم ، وبعده علك البطم ، وبعده صمغُ اليَنْبُوت ، وهو صمغ شجرِ قضمِ قريش ، وهو الصنوبر الصغير ، وبعده صمغ القُوفي ، وهو الأرز . وقالوا : اليَنْبُوتُ هو الخُرْنُوب النبطي .
الكَثِيراء فقال أبو حنيفة الدينوري : الكثيراء ممدود ، وهكذا نطقتْ به العرب ، وهو صمغُ القتاد . وهي شجرةٌ شَوِكةٌ تكون بأرض خُراسان ، وهي أيضا توجد في الجبال المطلة على طرابلسِ الشأم ، ورأيتها أنا تنبتُ بجبل الثلج ، وهي جُمم ، لا ترتفع عن الأرض أكثر من نصفِ ذراع ، يكون فيها الكثيراء . وقال ابن سينا : طبع الكثيراء باردٌ إلى يبس ، وفيه تجفيف .
الكُنْدُر فهو اللبان . والكُنْدرُ كلمةٌ فارسية . وهو لا يكون إلا بالشِّحْر من اليمن ، وشجرته لا ترتفع أكثر من ذراعين ، ومنابتها الجبال ، وورقُها مِثلُ ورِق