كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 199 """"""
الآس ، وثمرتها مِثل ثمرته ، لها مرارةٌ في الفم ، وعِلْكُها يظهر في أماكن تقص بالفئوس . وقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : أجود الكُنْدرُ الأبيض المدحرج ، الدبقي الباطن ، الذهبي المكسرِ ، وطبعه حار في الثانية ، مجففٌ في الأولى ، وقشرهُ مجففٌ في حدود الثالثة . قال : وهو حابسٌ للدم ، والاستكثار منه يحرق الدم ، ودُخانه أشد تجفيفا وقبضا ، وإذا خُلط الكُنْدُر في العسل ووضع على الداحس أذهبه ، وقشوره جيدةٌ لآثار القروح ، وينفع بالخل والزيت لطوخا من الوجع المسمى مرميقيا ، وهو وجعٌ يعرض منه في البدن كالثآليل ، مع شيءٍ كدبيب النمل ، وإذا خلط بالخل والزفت ولطخ به في ابتداء حدوث الثآليل التي تسمي النملة ازالها ، ويدخل في الضمادات المحللة لأورام الأحشاء ، وهو مدملٌ جدا ، وخصوصا للجراحات الطرية ، ويمنع الخبيثة من الأنتشار ، ويصلحُ للقروح الكائنة من الحرق ، ويقطع نزف الدم الرعافي إذا خُلط بزفتٍ أو زيتٍ أو بلبن ، ويدملُ القروح العين ، وينضج الورم المزمن فيها ، ودخانهُ ينفع من الورم الحار ، ويقطع سيلان رطوبات العين ، ويدمل القروح الريئة ، وينفع من السرطان في العين ، وإذا خُلط بَقْيُموليا ودُهن الورد نفع الأورام الحارة التي تعرض في ثدي النفساء ، ويدخل في أدوية قصبة الرئة ، وهو يحبس القيء ، وينفع الهضم ، ويحبس نزف الدم من الرحم والمعقدة ، وينفع من دُوسنطاريا ، ويمنع من انتشار القروح الخبيثة إذا اتخذت منه فتيلة ، وينفع من الحميات البلغمية .
الفرْبَيُون ويسمى اللبانة المغربية - فشجرته تشبه شجرة القنا في شكلها ، وصمغها المفرط في الحدة ، يحذره من يستخرجه لإفراط حِدته ، فيعمدون إلى كُروش الغنم فيغسلونها ويشدونها على ساق الشجرة ، ثم يطعنونها بعد ذلك بمزاريق ، فينصب منها الكَرِش صمغٌ كثير ، كأنه ينصب من إناء ، ويخرج من شجره صنفان : منه ما هو صافٍ يشبه الأَنْزَرُوت ، ومنه ما يشبه السكر ، وأكثر ما يوجد شجرة ببلاد

الصفحة 199